يحتضن ركح مسرح الهواء الطلق بالحمامات في اطار الدورة السادسة والاربعين لمهرجان الحمامات الدولي العرض الأول لمسرحية «زنقة عنقني» لمؤلفتها ومخرجتها «فوزية ثابت»، التي تشارك الممثل «جمال المداني» بطولة هذا العمل المسرحي. وسيقدم كل من فوزية ثابت وجمال المداني عرضين متتاليين يوم الاحد المقبل بمسرح الهواء الطلق بالحمامات، العرض الاول ينطلق في حدود الساعة الثامنة مساء في حين ينطلق العرض الثاني في حدود الساعة العاشرة ليلا. «زنقة عنقني» ستعرض لأول مرة بمهرجان الحمامات الدولي وهي من انتاج شركة المسرح الصغير، ومدة عرضها قدرت بساعة و15 دقيقة، من الزمن، ويتولى مهمتي الاستشارة الفنية وادارة الممثلين المسرحي «منير العرقي». الوحدة والعزلة «الشروق» تمكنت من الاطلاع على نص هذا العمل المسرحي، وتبين أن «زنقة عنقني» تحكي قصة امرأة تعيش الوحدة والعزلة رغم كونها تسكن في بيت يتواجد بزنقة يطلق عليها «زنقة عنقني» كما هو متعارف عليه في أمثالنا الشعبية خاصة في تونس والمغرب الاقصى، لضيق هذه الزنقة وصعوبة مرور شخصين بها، جنبا الى جنب دون التصاق أجسادهما ببعض أو اصطدامهما ان صح التعبير. لكن رغم ضيق زنقة عنقني، فإن هذه المرأة لم تجد من يعانقها (اناثا وذكورا...)... امرأة تسبح في درب أحلامها لكن الدرب ضيق... تكاد أحلامها وآمالها تدفع الجدران دفعا في «زنقة عنقني». المرأة، كما صورتها فوزية ثابت في مسرحيتها تختنق خلف الباب (الباب بابعاده الرمزية)... تزدحم الافكار في مخيلتها... ترهقها وتؤرقها... لا تعرف للنوم سبيلا... فيدفعها سهادها الى نسج الحكاية... فماذا لو كان أحد في حياتها؟!... امرأة في عزلة خلف حائط.. حائط المدينة المتداعي للسقوط... بين الآهات والترنيمات... تبحث عن الانعتاق ولكن... نص شاعري وحسبما قرأنا، فإن نص مسرحية «زنقة عنقني» يتميز بكونه مشحون بشاعرية.. هي شاعرية أنثى تعيش العزلة الوجدانية والمعاناة... نص فيه أوجاع كبيرة وكثيرة.. يتضمن وضع هذه المرأة في علاقتها بالمجتمع وبالمرأة وبالرجل... نص أخذت فيه عنوسة المرأة حيزا مهما... ومن هنا قد يفهم المراد من عنوان «زنقة عنقني»... القراءة الاولى للنص، تجعلك تنتظر عرضا مسرحيا راقيا في انتظار ما ستفرزه الرؤية الاخراجية لهذا العمل المسرحي، وكذلك ما سيقدمه الممثلان من أداء. من الزوجية الى الزنقة وسيشاهد جمهور الحمامات في عرض مسرحية «زنقة عنقني» الممثل جمال المداني، بعد مرور ثمانية أيام على زواجه... ليعيش ساعتين ونصفا من شهر العسل في «زنقة عنقني»... بعد أن رحل صحبة الفنانة درصاف الحمداني قبل زواجه بأيام معدودة الى عالم الشعر والطرب في عرضهما «درويش... درويش» بمهرجان قرطاج الدولي...
