ارتفعت روح عبد الخالق الى خالقها بسبب لدغة عقرب. مات عبد الخالق في منطقة الذراع بعمادة القرعة الحمراء من معتمدية سبيطلة، وهي المنطقة التي تشهد في الفترة الأخيرة زحفا كبيرا من العقارب حسب تأكيدات الأهالي.. موت عبد الخالق المولاهي الذي لا يتجاوز عمره ال16 عاما، أثار العديد من المواضيع التي عادة لا تدخل تحت دائرة الضوء الاعلامي بسبب خصوصية المنطقة الريفية، من هذه المواضيع المقلقة موضوع كثرة العقارب التي باتت تستوجب تدخلا كبيرا.. شقيق الهالك السيد محمد الصديق مولاهي روى ل«الشروق» حكايات غريبة عن العقارب التي اجتاحت المنطقة في هذه الفترة، لكن اجتياحها حسب تأكيداته لم يحرك للجهات المعنية ساكنا لمحاولة القضاء على هذه الزواحف القاتلة التي باتت تشكل خطرا كبيرا على كل الأهالي.. اللدغة القاتلة الضحية عبد الخالق وحسب رواية شقيقه محمد الصديق واحدى قريباته «أمل» التي لم تتماسك وهي تروي لنا حادثة اللدغة والوفاة، يتيم الأب والأم، وهو ملازم لبيت عمه مسعود الذي يعامله معاملة الابن وهو شأن زوجة السيد مسعود التي هي في الواقع خالة الضحية وتعامله معاملة الأم الحنون.. في هذه الأجواء من اليتم، تربّى عبد الخالق وبدأ يشتد عوده، حتى بلغ ال16 عاما.. هو يتقد نشاطا وحيوية والابتسامة لا تفارقه أبدا، لكنها فارقته الى الأبد لحظة لدغة العقرب القاتلة يوم 24 جويلية الفارط.. وحسب رواية قريبته، كان الهالك في حدود الساعة الثامنة ليلا في بيت عمه وخالته، شرب الشاي كعادته، ثم طلب منه أحد أفراد العائلة أن يتحول للدكان القريب لاقتناء قارورة مشروبات غازية.. ومات عبد الخالق لبّى عبد الخالق الطلب، لكن في الطريق لدغته العقرب في أسفل رجله.. تملّكه الخوف والفزع، والتفت الى جانبه فلاحظ وجود سيارة نقل ريفي.. التحق بها عبد الخالق مسرعا طالبا النجدة ونقله للمستشفى، لكن صاحب سيارة النقل الريفي وحسب رواية أفراد عائلة الهالك رفض الطلب.. صدى اللدغة بلغ أمر أفراد العائلة في تلك المنطقة الريفية الصغيرة في حجمها والكبيرة بأهلها، وبعد ربع ساعة تقريبا كان شقيقه الى جانبه مع سيارة خاصة، نقل عبد الخالق الى مستشفى سبيطلة لكن آلام اللدغة باتت تقوى على عوده الرقيق.. وصل الى المستشفى المحلي الذي قام ما يمكنه القيام به ثم أرسله الطاقم الطبي بالمستشفى بسيارة اسعاف الى مستشفى القصرين.. هناك تحسنت حالته قليلا، حتى أن عبد الخالق كان يطلب العودة الى منزله، لكن في الصباح تعكّرت حالته رويدا رويدا حتى كانت الساعة الواحدة بعد الزوال حيث أسلم عبد الخالق الروح في المستشفى.. ويتحدث شقيق الهالك عن المستشفى بكثير من اللوم خاصة على مستوى معاملة من جرح فؤاده بوفاة عزيز عليه، كلام كثير قاله السيد محمد الصديق مولاهي في الموضوع، لكنه يستطرد ليعود من جديد الى وفاة شقيقه بسبب لدغة عقرب وبسبب رفض صاحب سيارة النقل الريفي المساعدة في وقت حرج.. مواضيع كثيرة فتحت مع فتح قبر عبد الخالق الذي فارق الحياة، لكن المطلوب الآن من الجهات المعنية التدخل بكل الوسائل للحد من العقارب التي زحفت على منطقة الذراع عمادة القرعة الحمراء من سبيطلة..