بحكمة وتبصر وقراءة موضوعية في الرصيد البشري المتوفر لديه أسس النجم الساحلي لانتداباته قبيل انطلاق الموسم وتعامل مع هذا الملف الحساس والشائك بكثير من العقلانية والاتزان جاعلا لاحتياجاته خلفية واضحة في صفقاته تماشيا مع طبيعة المرحلة وما تقتضيه من كياسة ورصانة. وفي نهاية المطاف بلغت جملة التعزيزات بين انتدابات واستعادة عناصر الاعارة 14 لاعبا بالتمام والكمال وهم: كينغ أوسانغا صديق أدامس حمزة جبنون مروان بلغول عادل الشاذلي سيف غزال وائل بلكحل نديم ثابت لمجد الشهودي غازي عبد الرزاق سيلفا دوس سانطوس رضوان الفالحي مهدي المرزوقي وفهد شقرة.. وكل هذه الأسماء جاءت لتعزز الخطوط الثلاثة. على هامش التحضيرات وبعد انطلاق الموسم اتضح وأن الجهاز الفني عمل كل ما في وسعه لتطويع الأسماء المذكورة آنفا واستثمارها على النحو الذي يستجيب لما اعتمد من رسوم تكتيكية في موسم عامر بالرهانات والتحديات التي تنتظر فريق جوهرة الساحل تحت شعار تجديد العهد مع منصة التتويج بالبطولة التونسية ومن وراء ذلك العودة الى مسابقة أمجد الكؤوس الافريقية لاسيما أن المؤشرات في الجولتين الماضيتين تؤكد بأن النجم سائر على الطريق القويم. الانتدابات بين ادريس وكمون المتتبع لسير الانتدابات وغربلة الرصيد والعمل على اثرائه لاحظ دون شك أنها كانت مغايرة تماما لما حصل في الموسمين الماضيين إبان رئاسة السيد معز ادريس للجمعية حيث كان الفريق تحت ضغط الرزنامة والقائمة الافريقية وكلتاهما لم تكونا لتسمحا للهيئة السابقة بالقيام بالتعزيزات والمراجعات في متسع من الوقت الشيء الذي فرض التسرع عند اتخاذ القرارات سواء بخصوص الانتداب أو التسريح نظرا للحيز الزمني الضيق جدا ما بين انتهاء سباق البطولة التونسية وانطلاق مقابلات المجموعات في المسابقات القارية. هيئة الدكتور حامد كمون فضلا عن الرصيد المالي المتوفر بعد التفريط بالبيع في عدّة عناصر لم تكن تحت طائلة قائمة افريقية أو مواعيد قارية لأجل ذلك قامت بانتداباتها بروية ووفق احتياجات الفريق حيث جاءت معظم الصفقات حتى لا نقول كلها موفقة وناجحة. هذه الخطة في البال نجاحات النجم الساحلي موسمي (2006 2007) و(2007 2008) مع المدربين فوزي البنزرتي وبارتران مارشان وما تحقق خلالهما من تتويج بمعظم الألقاب الوطنية والقارية اقترن بتعويل فريق جوهرة الساحل على الخطة التكتيكية المتراوحة بين (3 5 2) و(4 4 2) و(3 5 1) التي كان يؤديها بامتياز بفضل الدور الطلائعي للظهيرين وما يقوى على صنعه قطاع الوسط الى جانب النجاعة المؤكدة لخط الهجوم. هذه الصور والملامح تعود الى الأذهان بل تفرض نفسها من وحي ما قامت به هيئة الدكتور حامد كمون من انتدابات خلال هذه الصائفة ولاسيما عبر استقدام واستعادة لاعبين في حجم كل من عادل الشاذلي ورضوان الفالحي ولمجد الشهودي وصديق آدامس وحمزة جبنون ومروان بلغول ووائل بلكحل وسيف غزال والبقية وجميعهم معروفون باتقانهم التعامل بنجاح مع أدوارهم في الدفاع والوسط والهجوم بما يبشر بعودة النجم الى الخطط التكتيكية التي جلبت له الألقاب وكان معها فريق جوهرة الساحل في ذلك الوقت الفريق الذي لا يقهر وتسهل عليه في ذات الحين أعتى المهمات أمام أقوى الأندية الوطنية والافريقية. انتداب كل الأسماء المذكورة آنفا وما تتوفر عليه من امكانات لاحداث الخطر في مناطق المنافس يؤكد العودة المشروعة لخطة تكتيكية لا يتوقف انجازها في واقع الأمر على لاعب بعينه وإنما كل اللاعبين. بدائل شابة حين نتحدث عن حجم الرهانات الموكولة للموسم الرياضي الحالي بالنسبة للنجم الساحلي وما تستدعيه من «ترسانة» بشرية توفر الحلول البديلة للجهاز الفني لا يمكن أن نغفل عن بعض المواهب الصاعدة ونحن نتحدث عن العناصر المؤهلة لانجاح تصور تكتيكي مرتقب.. فلا يمكن أن ننسى بأن المدرب محمد فاخر المؤمن بجسارة الشبان أقحم في مجموعته 5 لاعبين من صنف الآمال وهم: زياد بوغطاس (مدافع محوري) ونوري جغام (ظهير أيمن) وعلاء بن سعيد (وسط ميدان هجومي) وحمزة لحمر (وسط ميدان هجومي) وعبدول وتارا (مهاجم) وهي كلها عناصر ينتظر منها الكثير متى واصلت العمل بوتيرة الجدية لأن النجم في نسخته الجديدة يتسع لكل ذي مقدرة على الاضافة والافادة مثلما صرح به المدرب المغربي. استراحة القافلة اختتمت في نهاية الأسبوع الماضي الحملة التحسيسية لترويج الاشتراكات وتقريب عملية اقتنائها من الأحباء. وقد نجحت لجنة الخلايا برئاسة السيدين الصحبي بن شريفة وسليم منصر في زيارة 22 خلية قبل أن تتوقف هذه القافلة حيث اختتمت زياراتها الدورية بزيارتي مدينتي النفيضة وبوفيشة على أن تستأنف تنقلاتها بعد رمضان.