هل يمكن القول إن الموسم القادم سيكون موسم النجم الساحلي؟ سؤال قديم بما أن طرحه أصبح مألوفا خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، إذ تأكد للجميع أن فريق جوهرة الساحل يحتل صدارة الأندية خلال هذه الفترة من حيث التعبئة الماليةوالبشرية المخصصة للانتدابات وإثراء رصيده البشري. ولأن هذا الموسم يعتبر استثنائيا نظرا للرهان الكبير الذي أقدمت عليه هيئة الدكتور حامد كمون بأن وجّهت اهتمامها لتطعيم الفريق فإن المتأمل في قائمة الانتدابات والتعزيزات الجديدة يلاحظ أنها مثلت فريقا كاملا باحتياطييه (15 لاعبا ما بين محليين وأجانب). مع بداية كل موسم يقوم النجم الساحلي بتعبئة شاملة للانتدابات ويخصص مئات الملايين من أجل تقوية الفريق والحفاظ على خاصيته في لعب الأدوار الأولى لكن هذه التعزيزات لم تكن مجدية على الأقل في الموسمين الماضيين لعدة اعتبارات باعتبار أن النتائج لم تكن في مستوى التطلعات رغم الفيلق الذي توافد على مركب الجمعية ليكتفي الفريق في نهاية السباق بالمركز الثالث في الترتيب العام. هذا الموسم يبدو أن عدة معطيات قد تغيرت خاصة أن ظروف الفريق ليست نفسها كما في السنوات الثلاث الماضية لأن التغيير شمل أكثر من مركز وخطة وإذا اعتبرنا القيمة الفنية الثابتة للمدرب المغربي محمد فاخر ونجاحه في توظيب وتوظيف المواهب فإنه يمكن القول إن النجم الساحلي مقبل فعلا على رهان جدي خاصة أن كل شيئ متوفر وعلى الأحباء أن يفكروا في دورهم ومسؤولياتهم. نجوم.. ولكن! ليس بالأمر الهيّن أن يقدم فريق على جلب 15 لاعبا دفعة واحدة وكلهم أثبتوا جدارتهم سواء مع فريقهم الجديد أو عند تواجدهم في فرقهم قبل انتدابهم أو استرجاعهم فالنيجيري كينغ أوسانغا والغاني صديق أدامس والبرازيلي دانيالو بوينو وحمزة جبنون ومروان بلغول وعادل الشاذلي وسيف غزال ووائل بلكحل ونديم بن ثابت ولمجد الشهودي وغازي عبد الرزاق وسيلفا دوس سانطوس ورضوان الفالحي ومهدي المرزوقي وآخرهم فهد بن شقرة، أسماء لا يشك أحد في قيمتها لتنضاف إلى مجموعة شابة وطموحة لكن السؤال الذي يطرح هل تقدر هذه المجموعة على إعادة النجم إلى منصة التتويجات؟ الإجابة لا يمكن أن يبوح بها سوى الجهاز الفني للفريق لأنه يدرك جيدا أن المعادلة بين مجموعة قديمة منسجمة وأخرى جديدة تبحث عن التأقلم ليست صعبة متى تم دمجها بالكيفية المطلوبة وقد تجلى ذلك في أبهى مظاهره من خلال المردود العام للفريق الذي ما انفك يتحسن من مباراة ودية إلى أخرى. البطولة الوطنية وبعد...! على الورق «نجم» هذا الموسم يلوح وضّاء ومتلألأ وهو يستعد لسباق البطولة الوطنية... رهان تعهدت هيئة الدكتور حامد كمون على كسبه على غرار ما قامت به هيئة الرئيس المتخلي السيد معز إدريس في موسمها الأول فقامت ب«الواجب» وأكثر من اللزوم وبقيت المهمة الأخرى للاعبين والجهاز الفني فهذه البطولة تعتبر الهدف الأول لفريق جوهرة الساحل في الموسم الجديد وبالمجموعة الحالية ينتظر أن يكون زملاء مروان بلغول فرسان السباق لكن قبل ذلك أي وجه سيلوح به النجم في ثوبه الجديد عند انطلاقة هذا الموسم الذي نحن على أبوابه؟ سؤال ستحدده الجولات الخمس الأولى لأن تجارب الفريق في السنوات الثلاث الماضية أعطت أحكام مسبقة ومراتب أولى في الترتيب العام قبل أن يعمل التراجع وفي اعتقادنا يبقى مدى تحقيق الانسجام فيما بين عناصر المجموعة الحالية المفتاح الحقيقي للنجاح لأنه ليس من السهل إدماج أكثر من نصف فريق ضمن المجموعة دفعة واحدة لأن النجوم وحدها لا تصنع النتائج. هل تخدم الظروف النجم؟ بلغة المنطق يبدو أن أنديتنا هذا الموسم متباعدة الطموح على الأقل بالنظر إلى زادها البشري وتغير خارطة تشكيلاتها فإذا استثنينا الفرق التي تعرف ب«الكبرى» فإن فرق وسط الترتيب أو التي تصارع دوما من أجل البقاء تحوم حولها الشكوك وإزاء هذه المعطيات يجد النجم الساحلي نفسه في وضعية تبدو مريحة.. فهل يستغل الظرف لتأسيس عهد جديد في تاريخه؟ عموما كل شيء ممكن لأن بين منطق التخمين والاستنتاجات وواقع الميدان حسابات أخرى.