الاهتمام بحاجيات الطفل وتوفير الفضاءات والبرامج للطفولة ذات الاحتياجات الخصوصية، هي أبرز ما تضطلع بتنفيذه جمعية «صوت الطفل» التي مقرّها الوطني بالقيروان والتي تأسّست سنة 1986 بهدف دعم جهود الدولة في مجال رعاية الطفولة وحمايتها، ومن الأطفال المستفيدين من خدماتها الأطفال اليتامى وأطفال العائلات محدودة الدخل وفاقدي السند وذوي الاحتياجات الخصوصية.. وتلك هي تفاصيل الرسالة النبيلة للجمعية والعاملين بها والمشرفين عليها وأصدقائها. مناسبة الزيارة في اطار يوم تضامني اجتماعي من جمعية الكرة الحديدية الفتية والمجلة الالكترونية القيروانية وأطباء الأطفال بالجهة.. زيارة تجاوزت التعريف بالجمعية وأهدافها الى أبعاد إنسانية في وحدة العيش التي تحتضن 12 من «الملائكة» ينهلون من عطف المربّين هناك ومن رعايتهم ورعاية المتعاطفين والمتبرّعين كما يتمتع أهلهم بالتكوين والدعم والمؤازرة. قصة تأسيس السيد عمار الخميلي لجمعية «صوت الطفل» يتناقلها المشرفون على فروع الجمعية بمختلف ولايات الجمهورية بعنفوان وفخر. وهم يروون القصة الشهيرة التي كانت الدافع الى تأسيسها وانطلاق عملها الفعلي سنة 1987. أطفال مهما اختلفت وضعيتهم الأسرية. وسواء كانوا أيتاما أم أبناء معوزين أم فاقدي السند الاجتماعي فلا تجد فيهم سوى «صوت ملائكي». أطفال بعضهم على ذمّة الوالدين والأقارب «شرعيون» لكن دفعت بهم أحوال الزمان ودوائر المحن الى حضن الحاضنين يلتمسون رعاية تعذر توفرها في منزل الوالدين عسى يجدون هناك ما فقدوا من «حليب» الأم وعطف الأبوة. في مبنى فخم واسع كثير الغرفات والشرفات والردهات واللعب، تتوفر فيه أسباب الراحة بل والرفاهة بفضل جهود رفيعة المستوى وبتكلفة ناهزت النصف مليار وامتيازات من السلط الجهوية والجهود الانسانية المتآزرة. هناك تجد صوت الطفل، تسمعه متواترا مسترسلا شبيها بنمنمات ملائكة. زيارات ودعم الجمعية التي تحصلت على جائزة الجمهورية لحقوق الطفل سنة 2003، وأمام ما تقدمه من جهود لا تزال مصرّة على تقديم أجل الخدمة لأجل المخلوقات.. جهود كبيرة واحتياجات من الزيارات الاجتماعية الى جانب التغذية والدواء. هكذا يؤكد منسّق الجمعية السيد رضوان الفارسي مبيّنا وجود دعم من الجمعيات والمؤسسات المدنية والأشخاص. لكنها تبدو غير كافية أمام الاحتياجات الكبيرة للأطفال وأسرهم الذين يتلقّون تكوينا ويتعلّمون حرفا يتمكنون من خلالها من توفير مستلزمات أطفالهم عند مغادرة المركز. عند بلوغ سن الثلاث سنوات يصبح بإمكان الطفل مغادرة المركز.. أشكال المغادرة تكون حسب الوضعية الأسرية واستعدادها لإعالة الطفل واحتضانها بما يضمن له مستوى من العيش يليق بملائكيته، بعضهم يعود الى أبويه وبعضهم يقع تبنّيه أو كفالته والبعض الآخر يتحول بالاقامة الى مراكز رعاية الطفولة بحثا عن عطف مفقود وحضن منشود ليعلو «صوت الطفل» هناك من جديد في رحلة حنين..