كان لوقع الهزيمة الثانية على التوالي للفريق أثر كبير داخل أسوار القلعة الصفراء التي اهتزت ليس بسبب النتيجة انما بسبب الاداء الضعيف للاعبين وبعض الاختيارات التكتيكية التي اعتبرت في غير محلّها. ومنذ اعلان الحكم عن صافرة نهاية مباراة صفاقس عشية السبت الفارط حتى انطلقت التحاليل والأقاويل وتعالت الأصوات المطالبة بوقفة صارمة تعيد الفريق للسكة الصحيحة قبل فوات الأوان. الجديد في المسألة انه على خلاف الموسم الفارط الذي دافع فيه رئيس النادي ببسالة عن الطاقم الفني حين تراجعت النتائج فإن سعيد لسود أصبح في الموسم الحالي يهدد بإقالة المدرب بل يصرّ عليها لعدة أسباب وأعلن لأعضائه بعد لقاء صفاقس انه غير مقتنع بالمرة بجيرار ويجب أن يصرفه كلفه ذلك ما كلّفه غير ان جل اعضاء الهيئة طالبوه بالتريث وعدم القيام بخطوة قد تكون متسرعة. لكن المؤكد ان وضعية بوشي أصبحت غير مستقرة في بنزرت لعدة أسباب كشفها لنا أكثر من طرف داخل الفريق أهمها: حديث عن علاقة متوترة باللاعبين قبل الخوض في الامور التكتيكية يلوم البعض المدرب على صرامته المفرطة مع اللاعبين وتعامله معهم في التمارين بلغة شديدة رأى فيها رئيس النادي «إهانة» غير مبررة لأبنائه وطلب من بوشي تغيير هذا الاسلوب في التعامل لكنه يتركه مرة ويعود اليه مرة أخرى مما جعل التذمرات تتعالى بين اللاعبين الذين لم يتعوّدوا مثل هذا الاسلوب الجديد. ميكا يضع والده في أزمة والسبب الجباري وضع بوشي الابن والده جيرار في أزمة بعد ان تاه على معشب ملعب صفاقس ولم يقدم المطلوب منه مما جعل أصوات الاحباء تتعالى مطالبة بتعويضه وكان بوشي قد أصرّ على اقحام ابنه كأساسي مع إبقائه مرة أخرى لوجدي الجباري على البنك وهو اختيار تسبب في نشوب خلاف بين المدرب المساعد والمعد البدني. ففي الوقت الذي يصرّ فيه رمضانة على تشريك الجباري يرى مور أن وجدي لا يبذل مجهودا خلال التمارين وبالتالي لا يمكن التعويل عليه. وهناك من اتهم المدرب بإقصائه لوجدي وتهميشه من أجل ضمان مكان لابنه وهو موقف نفاه البعض خاصة وان جيرار أكد للهيئة ذات مرة أنه بإمكانهم فسخ عقد ابنه إن لم يكونوا مقتنعين به. بين (4/4/2) و(4/2/3/1) تعوّد الفريق في المواسم الماضية لعب خطة 4/4/2 غير ان المدرب الجديد حاول استعمال تكتيكي ينبني على خطة 4/2/3/1 وهو رسم تحبذه المدرسة الفرنسية لكن في لقاء صفاقس لم ينجح هذا الرسم مما جعل المدرب يعود ل4/4/2 في آخر المباراة بعد ان أنهكت حرارة الطقس اللاعبين واستنفدت قواهم. بوشي من جهته أكد لبعض المقربين منه انه مقتنع بأن اللاعبين الموجودين على ذمته بإمكانهم التأقلم مع خطة 4/2/3/1 غير ان هناك من يريد ان يفرض عليه وعليهم ال4/4/2. لماذا؟ لم يفهم الاحباء لماذا أقحم المدرب اللاعب محمد الطرابلسي كأساسي في لقاء صفاقس وهو الذي كان معاقب بعدم التدرب مع الأكابر منذ أكثر من شهر ونصف حيث لم يشارك في اي تربص قبل الموسم صحيح ان محمد الطرابلسي له امكانيات كبيرة لكن هل كان مؤهلا للعب كأساسي قبل الورتاني مثلا ولماذا غيّر المدرب التشكيلة الأساسية المنتظرة قبل المباراة بقليل؟ او لماذا أقحم الجزيري والحاج مبروك معا كلها أسئلة تتطلب إجابات دقيقة حتى تتوضح الصورة. هل الفريق في أزمة حقا؟ من جملة 9 نقاط ممكنة حصد الفريق 3 فقط وسجل هدفين وقبل 3 بعد انتصار مقنع على النادي الافريقي وهزيمة صعبة أمام الترجي وأخرى غامضة أمام النادي الصفاقسي تقريبا. الفريق حقق نفس هذه النتائج في الموسم الفارط أمام نفس هذه الفرق باستثناء الترجي حيث تعادل معه في الموسم الفارط وانهزم في الموسم الحالي وبالتالي الفرق ليس كبيرا من هذه الزاوية. هكذا يحاول البعض قراءة نتائج الفريق والى حد الآن متمسكين ان المنطق والعقل يرفضان الحديث عن أزمة نتائج ربما هنا أزمة ثقة يجب ايجاد حل لها بين رئيس النادي والمدرب وبين اللاعبين ومدربهم لصالح الجمعية لكن الحديث عن أزمة لا يخدم مصحلة الفريق حاليا بل سيسارع بهدم ما بناه الفريق طوال موسمين مع المدرب العربي الزواوي وتعبوا من أجله. الخلاصة المؤكد ان المدرب قام بأخطاء وعليه مراجعة حساباته وبعض اختياراته ان رغب الاستقرار في بنزرت وأمامه متسع من الوقع حاليا اذا كان مقتنعا انه أخطأ والمؤكد ان الهيئة أخطأت ايضا في بعض الملفات وحتى في بعض الاختيارات المتعلقة بتعاملها مع اللاعبين لأن الدلال كان مفرطا للبعض منهم وبإمكان الجميع مراجعة الحسابات حاليا قبل فوات الأوان هذا إن لم يكن رئيس النادي قد قرر اقالة المدرب بعد!