دفع مدرب النادي البنزرتي جيرار بوشي الثمن كما كان منتظرا منذ انطلاق البطولة إذ كان المطلعون على ما يجري داخل النادي يعرفون أن هذا السيناريو كان أكثر من وارد وذلك بالنظر الى العديد من المعطيات الجديدة القديمة لأن التخلي على المدرب منذ الجولات الأولى احتمال قائم دائما في هذا النادي بقطع النظر عن النتائج والأداء وهذا تؤكده الأحداث والوقائع التي عرفها البنزرتي خلال السنوات القليلة الماضية إذ كثيرا ما يدفع المدربون الثمن وحصل ذلك مع بوشي هذه المرة ومع مختار التليلي والورتاني سابقا. يعرف الجميع أن الرزنامة هي التي فرضت على النادي البنزرتي مواجهة ثلاثي تقليدي في الجولات الأولى ويتكون هذا الثلاثي من الإفريقي والترجي والنادي الصفاقسي وكان بالإمكان أن يخرج «قرش الشمال» من هذه المواجهات صفر اليدين وذلك بالنظر الى موازين القوى وكذلك بالنظر الى انحياز الحكام لما يعرف بالأندية الكبرى ولكن البنزرتي تحصل على ثلاث نقاط من 9 ممكنة وهي حصيلة ممتازة تقريبا وكذلك فإن مسألة إقالة المدرب بسبب النتائج لا يمكن أن تقنع حتى الذين تعللوا بهذا الأمر كما أن المدرب أظهر خلال حصص التمارين أنه لا يمكن مقارنته ببعض المدربين السابقين وهذا بشهادة بعض اللاعبين الذين تحدثنا إليهم كما أنه مدرب يفضل فرض الإنضباط ولا يتسامح مع التسيب ولا يتهرب من المسؤولية وكل هذه الأشياء مطلوبة في المدرب وتوفرت فعلا في بوشي. تعلة الإبن تعلة أخرى تستر خلفها البعض وهي ابن المدرب، ميشال بوشي إذ قيل أن الأب جاء بإبنه مجاملا ولا يستحق أن يكون ضمن الرصيد البشري والحقيقة هذه التعلة لا يمكن أن تقنع أي أحد أيضا لأن هذا اللاعب يعرفه الجميع منذ كان في نادي حمام الأنف ورغم أنه ليس موهبة نادرة فإن مستواه يسمح له باللعب في أي ناد تونسي وذلك بالنظر الى التراجع العام الذي تعرفه البطولة المحلية كما أن هذا اللاعب منضبط الى أبعد الحدود وقد دخل في صدام مع بعض اللاعبين الذين تعودوا على التسيب ذات ليلة عندما أحدثوا هرجا بعد الساعة الحادية عشرة ليلا بمقر إقامة الفريق. تهمة 1 التهمة الأخرى التي الحقت بجرار بوشي هي عدم التعويل على الجباري (مقابل التعويل على ابنه) وذلك لأنه كان يريد أن يدفع الأول نحو باب الخروج نحو الترجي الذي عبّر عن رغبته في ضمه والحقيقة أن مردود هذا اللاعب كان أفضل عندما يتم تشريكه أثناء اللقاء كما أن المردب السابق السيد العربي الزواوي كان التجأ أحيانا الى نفس الطريقة أي التعويل على الجباري أثناء اللقاء. تهمة 2 التهمة الأخرى التي تعلل بها البعض قصد الإطاحة بالمدرب تهم المعد البدني هذه المرة إذ قيل أن توماس مور ينشر غسيل النادي على ال «Face Book» والحقيقة هي ان هذا المدرب تعود منذ تحوله الى بنزرت نشر بعض المعلومات حول التمارين والتحضيرات وكان هناك استلطاف في البداية إذ كان يحث اللاعبين على مزيد البذل والعطاء وذلك من خلال شكر المجتهدين في التمارين والتلميح الى «الكركارة» كما أن هذا الفني كان يقوم بدور هام لأنه كان بمثابة همزة الوصل بين المدرب وبعض المحيطين به أو العاملين معه وخاصة الذين لا يحسنون التحدث بالفرنسية لأن توماس مور يجيد التحدث بالعربية بحكم إقامته في تونس منذ سنوات. سيناريو العادة قبل موسمين تمت إقالة المدرب مختار التليلي وذلك بعد هزيمة ثقيلة جدا في سوسة قيل أن للاعبين يدا فيها وقبل 6 مواسم كان محمود الورتاني وأبناؤه في المركز الرابع بعد 5 جولات وتمت إقالته لأسباب غير كروية وعرف عمر الذيب ذات موسم نفس السيناريو ولذلك فإن إقالة جيرار بوشي تدخل ضمن سيناريو العادة ويؤكد الأحباء على المواقع الإلكترونية أن هناك من كان يترصد هذا الفني وفعل المستحيل بعد خسارتي الترجي والنادي الصفاقسي لكي تتم الإقالة لأنه يعرف أن هذه الفرصة لن تتكرر ويقول الأحباء أيضا أن نفس الأطراف التي ضغطت متخوفة الآن من المجازفة بالإشراف فنيا على النادي لأنهم يخشون محاسبة الأحباء والمطالبة بالنتائج الفورية ويؤكد هؤلاء الأحباء أنهم لن يتسامحوا مع أي مدرب وأنهم سيطالبون بلعب الأدوار الأولى لأن الفريق قادر على ذلك فعلا.