أسئلة حائرة واستفهامات مبهمة تبحث عن اجابة لما حدث. حادثة أصبحت حديث القاصي والداني. ولم تكد أحزان العائلة تجف من فقدان الوالد حتى انهالت وانهمرت الدموع من جديد حسرة على ابنتها التي تعتبر زينة الحي خلقا وخلقة... جرمها انها رفضته وانها صدته. فقد لقيت الفتاة غفران (عمرها 26 سنة) حتفها مساء أول أمس الأربعاء على يد جارها الكهل (وهو أب لأربعة أولاد وعمره 41 سنة) بواسطة سكين بعد ثلاث ساعات من اقامتها بالمستشفى وذلك بالقرب من محل اقامتها بحي النصر بالقيروان أثناء مغادرتها منزل والديها برفقة صديقة لها من أجل كراء كسوة الزفاف. وقد تم ايقاف المشتبه فيه في الابان كما أذنت النيابة العمومية بالبحث في الواقعة وعرض جثة الهالكة على ذمة الطب الشرعي. وقد خلفت الحادثة حسرة كبيرة لدى معارف الفتاة وجيرانها.. بينما لف الواقعة التي هزت مدينة القيروان في شهر الصيام بعض الغموض. «الشروق» سعت الى استجلاء تفاصيل الحادثة. وبحسب احد الأقارب، فان الهالكة غفران البالغة من العمر 26 سنة تخرجت منذ مدة من احد معاهد التمريض كمساعد ممرض وباشرت عملا وقتيا بمأوى العجز. ويبدو ان الفتاة التي تتمتع بجمال الخلقة الى جانب حسن الخلق أصبحت محل انظار شبان الحي والاحياء المجاورة وقد رغب كثيرون في الارتباط بها. هذه المواصفات يبدو انها لم تقتصر على شد انتباه الشبان بل أغرت احد الكهول (41 سنة) وهو متزوج واب لأربعة أطفال فسعى الى الارتباط بها. ورغم صراحة الفتاة في رفضها له (حسب احد الاقارب) التي أكدت له انها تعتبره في منزلة والدها الذي توفي قبل عام، ورغم طلبها منه صرف النظر عن موضوع الارتباط، الا ان ذلك زاد الكهل تمسكا بها. الحب القاتل حوالي الساعة التاسعة من ليلة الأربعاء وبحسب تأكيد خالها، خرجت «غفران» من منزل والديها في اتجاه منزل صديقتها التي تستعد لزفافها والتي اتفقت معها على مساعدتها في اختيار كسوة الزفاف. انطلقت الفتاتان واثناء سيرهما في اتجاه المحل بحي المنصورة، فوجئت غفران بالمشتبه فيه يلحق بها ويحاول التودد اليها طالبا منها الارتباط به لكنها صدته وأكدت له أنها تعتبره في منزلة والدها وانه متزوج وأب لأربعة أطفال كما حاولت اقناعه بأنها مخطوبة لأحد أقاربها عسى أن تقنعه بالعدول عن فكرته. غير ان رغبة الكهل (موظف) كانت جامحة ولم يتقبل اجابة غفران وسرعان ما اغتاظ وسحب سكينا وأصابها به على مستوى صدرها بقوة كانت كافية لتخترق جسدها. تم نقل الضحية الى المستشفى حيث مكثت نحو ثلاث ساعات تحت العناية المركزة بمستشفى الأغالبة بالقيروان ورغم بذل الاطار الطبي وشبه الطبي قصارى جهدهم في حدود ما توفر لهم من امكانات وتجهيزات، الا ان غفران لفظت أنفاسها متأثرة بالاصابة. وعلى اثر الحادثة تمكن أعوان الفرقة العدلية من ايقاف المشتبه فيه في الابان أثناء تحصنه بالفرار الى منزل والديه وذلك بعد ان نصبوا له كمينا وتمكنوا من القبض عليه في وقت وجيز قبل تلقيهم خبر الوفاة وتم حجز السكين اداة الجريمة التي خبأها تحت شجرة في مكان الحادثة. إيقاف سريع وبالاستماع اليه اعترف المشتبه فيه بقتله غفران مؤكدا انه يحبها وان الهالكة كانت تحبه واتفقا على الارتباط في وقت سابق لكن عائلتها رفضوه واثروا فيها لتنفصل عنه وذكر أنه حاول استعادة العلاقة من جديد وحاول اقناعها لكنه عندما يئس قتلها وفق اعترافه امام الباحث. وقد اذنت النيابة العمومية بالبحث في الواقعة والاذن بعرض جثة الهالك على ذمة الطبيب الشرعي. الحادثة مثلت صدمة كبيرة اولا لتزامنها مع شهر رمضان المعظم وثانيا لما تعرف به الضحية من حسن خلق وثالثا لكون المشتبه فيه متزوجا وأبا لأربعة أبناء وقد أصبحت موضوع حديث أبناء مدينة القيروان يتناقلونها بروايات مختلفة. سيرة حسنة... وحزن يذكر ان غفران هي اكبر شقيقاتها الثلاث. وقد سعت الى الحصول على شغل لاعالة اسرتها بعد وفاة والدها الذي توفي منذ عام واحد لكنها لم توفق فرضيت بعمل وقتي بمثابة تربص بمأوى العجز بالقيروان. وهكذا تتجدد أحزان العائلة في شهر رمضان بينما سيحرم أربعة أبناء من والدهم... وتعرف غفران بحسن سيرتها وخلقها في الحي وبين أقاربها. كل هذه التفاصيل جعلت مساء الأربعاء وما تلاه اياما غير عادية لأسرة الهالكة...ولصديقتها التي تستعد لزفافها وشهدت مقتل صديقة العمر. وقد توجه الى المشتبه فيه الذي اعترف بجريمة القتل تهمة القتل العمد مع سابقية الاضمار والقصد وحيازة سلاح ابيض بدون رخصة. ربما تكون للحادثة تفاصيل أخرى تحتاج الى متابعة.