كانت منطقة ريفية كائنة باحدى ولايات الشمال الغربي في المدة الأخيرة مسرحا لحادثة أليمة راحت ضحيتها فتاة في ريعان الشباب. وصورة الواقعة كما وردت ضمن محاضر الأبحاث الأولية ان الهالكة (البالغة من العمر 18 عاما) قد تشاجرت مع شقيقها الأكبر لأسباب بسيطة، وظلت في حالة غضب شديد رغم المحاولات المتكررة التي قام بها أبوها وأقاربها من اجل تجاوز أسباب الخلاف. وخلال أحد الأيام الماضية، أخذت في غفلة من أفراد عائلتها قطعة حبل وتوجهت نحو المنطقة الغابية المجاورة حيث وضعت حدا لحياتها عن طريق شنق نفسها، بعد ان شدّت الحبل الى غصن شجرة فلين، وأحكمت ربطه حول رقبتها بطريقة أدت الى هلاكها. جثة ولما تفطن اليها أحد الرعاة واكتشف انها قد فارقت الحياة أعلم عائلتها، فاتصل والدها بعد التأكد من صحة الخبر بأعوان مركز الحرس الوطني مرجع النظر وأعلمهم من ناحيته بما حدث. وبالتنسيق مع السلط القضائية تمت، بحضور ممثل النيابة العمومية وأحد السادة قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالجهة، معاينة جثة الهالكة ومسرح الواقعة قبل ان يتم رفع الجثة ونقلها الى قسم الطب الشرعي باحد مستشفيات العاصمة ووضعها هناك على ذمة الطبيب الشرعي ليتولى فحصها وتشريحها بغية تحديد الأسباب الحقيقية للوفاة وما إذا كان الامر يتعلق بشبهة جنائية. وبالتوازي مع ذلك أذن ممثل النيابة العمومية بفتح تحقيق قضائي في الموضوع وتعهدت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالبحث وشرعت الفرقة ، بعد، في استجواب أفراد عائلة الهالكة وعدد من أقاربها وجيرانها. إشاعات وقد أجمعت كل التصريحات والأقوال التي تلقتها الفرقة على ان الهالكة كانت ذات اخلاق طيبة وكانت محل احترام من قبل جميع سكان المنطقة، ولم يحدث قط أن اختلفت من قبل مع اي شخص هناك باستثناء الخلافات البسيطة التي حدثت بينها وبين شقيقها الأكبر من ناحية وبينها وبين والديها من ناحية أخرى، وهي خلافات لم تكن حادة ولا يمكن حسب ابويها ان تبرّر إقدامها على وضع حد لحياتها. ولئن راجت في المنطقة إشاعات شككت في سبب وفاة الهالكة و«روّجت» لموتها على يد أحد أفراد عائلتها فإن تقرير الطبيب الشرعي الذي تلقى السيد قاضي التحقيق المتعهد نسخة منه قد حسم الأمر وقطع الشك باليقين عندما أكد ان الوفاة كانت نتيجة الشنق ولم تكن وراءها اية شبهة جنائية. ولذلك تم حفظ ملف القضية.