حصيلة هزيلة وواقع مرير قد يعجّل بسقوط الملاكمة بالضربة القاضية تسع جمعيات منخرطة كلها تحت لواء الجامعة التونسية للملاكمة وهذه الجمعيات تنتمي كلها لرابطة الوسط والساحل منها العريقة على غرار الشبيبة الرياضية بالساحل، ومنها الحديثة مثل النادي البحري بسوسة. وفي محاولة منا لتقييم عمل هذه الجمعيات من حيث نشر رياضة الفن النبيل وخاصة النتائج الحاصلة في أعقاب هذا الموسم (2009 2010)، أردنا تسليط الأضواء على مشاركاتها خلال النهائيات الوطنية لمختلف الأصناف والأوزان. 1) الشهاب الرياضي بالوردانين: (فضية واحدة): يعتبر هذا الفرع بحق منارة من منارات الفن النبيل في الماضي القريب، لكن وخلال هذا الموسم كانت مشاركته محتشمة بدليل حصول الملاكم هيثم قريسة على فضية وزن (50 كلغ أصاغر) وهو تتويج لا يحجب النتائج الهزيلة لهذا الفرع الذي يعاني من مشكل «مدرب» باعتبار أن المدرب المختار الجمل يشرف في الآن نفسه على فرع كرة القدم بالجمعية؟! 2) الشبيبة الرياضية بالمكنين: (فضية يتيمة): على عكس فرع شهاب الوردانين، فإن فرع الشبيبة الرياضية بالمكنين يشرف على تدريبه ثلاثة مدربين بالتمام والكمال من بينهم المدير الفني السابق عياد كشرود؟!.. لكن نتائج هذا الفرع كانت محتشمة إن لم نقل هزيلة جدا، إذ انسحب ملاكموه الواحد تلو الآخر منذ الأدوار التمهيدية الأولى بل عجزوا عن مجاراة نسق المباريات بما أن العديد منهم انهزم بتوقيف المقابلة؟! باستثناء الملاكم بلال كشرود (48 كلغ أواسط) الذي لعب الدور النهائي وتحصل على فضية في وزنه. 3) الشبيبة الرياضية بالساحل: (فضية واحدة): كانت هذه الجمعية المختصة في الملاكمة والضاربة في العراقة صرحا فهوى.. شاركت بثلاثة ملاكمين فقط؟!.. واحد في الأداني وواحد في الأصاغر وآخر في الأواسط، انسحب الأول والثاني منذ الأدوار التمهيدية، فيما لعب مجدي الجويلي الدور النهائي وتحصل بالتالي على الميدالية الفضية، ومثل هذه النتائج لا تليق بجمعية أنجبت العديد من الأبطال من بينهم البطل الأولمبي الحبيب ڤلحية الذي نتمنى له بالمناسبة الشفاء العاجل. 4) الملعب السوسي (ذهبيتان): شاركت هذه الجمعية بالعديد من الملاكمين (أواسط وأكابر) وقد بلغ عددهم 12 بالتمام والكمال؟ لكنهم انسحبوا جميعا وانهزموا منذ الدور الأول؟! وحتى خلود الحليمي وسهام الخذرولي اللتين ظفرتا ببطولة تونس لم ولن تحجبا النتائج المتواضعة لهذا الفرع. 5) نادي الملاكمة بحمام سوسة: صفر من الميداليات لم يشارك هذا الفرع ولو بملاكم واحد في التصفيات التمهيدية لبطولة تونس للأداني والأصاغر؟! لكن وفي المقابل شارك بملاكمين اثنين في الأواسط وانهزما في الدور ربع النهائي ونصف النهائي وتعتبر مشاركات هذه الجمعية المختصة في الملاكمة متواضعة جدا.. 6) الهلال الرياضي بمساكن: (3 ذهبيات وفضية واحدة): حصول الملاكمة أحلام ڤريسات والملاكم يوسف الحويج بوهلال وكذلك عمر كشاط على بطولة تونس (كبريات وأداني وأواسط) وكذلك حصول الملاكم محمد أمين قيراط على فضية وزنه (أكابر) جعلت مشاركات هذه الجمعية في مستوى علامة المتوسط. 7) النادي البحري بسوسة: (4 ميداليات فضية وكأس الأصاغر): في أول ظهور له باعتباره مولودا جديدا تمكن هذا النادي من الحصول على كأس المرتبة الثالثة (أصاغر) بعد أن تمكن كل من برهان اللافي ورؤوف الدزيري ومحمد عزيز السالمي وعلي السالمي من الظفر بالميدالية الفضية لأوزانهم لكن هذا الفرع شارك بملاكم واحد خلال الأدوار النهائية للأواسط وانسحب منذ الدور الأول.. وتعتبر هذه المشاركات متوسطة عموما. 8) الجمعية العسكرية بسوسة: (فضيتان): تعتبر مشاركات هذه الجمعية متوسطة لا غير خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار حصول الملاكم الزلعيطي (أداني) والبشير شوشان (أواسط) على الميدالية الفضية بما أنهما أدركا الدور النهائي. 9) النادي الرياضي بمنزل فارسي (ذهبيتان وفضيتان): تمكن ملاكمو هذا النادي من الظفر بميداليتين ذهبيتين (أداني وأصاغر) وبمثلهما من الفضة، لكن في المقابل لاحظنا الغياب شبه الكلي لصنفي الأواسط والأكابر (مشاركة غسان العجيمي فقط) الذي انسحب منذ الدور الأول الشيء الذي جعل مشاركة هذا الفرع في مستوى المتوسط لا غير. الخلاصة ما يمكن استخلاصه هو أن الملاكمة بجهة الوسط والساحل تقهقرت بصورة تدعو الى الحيرة والأسباب في ذلك متعددة في مقدمتها ضيق ذات اليد لأغلب الجمعيات وكذلك عدم إيلاء هذه الرياضة الاهتمام الكافي من طرف المسؤولين.. إذ غالبا ما نجد المدرب يقوم بالعديد من الأدوار ويتحمل أكثر من مسؤولية فهو المرافق والسائق وحافظ الأثاث يضاف الى كل ذلك. عدم التزام الجامعة والاستجابة لطلب تكوين وتركيز منتخب جهوي يكون حافزا كبيرا للملاكمين المتألقين بالجهة (أداني وأصاغر). عدم وجود برنامج عمل واضح المعالم يخص تكوين المدربين ورسكلتهم من قبل الجامعة. الأجر الزهيد الذي يتقاضاه أغلب المدربين رغم تضحياتهم الجسام.