صاحب الطريقة التيجانية المعروفة في تونس وبعض دول المغرب العربي.. عاش يتيما منذ فترة الصبا ورغم ذلك صبر على محنته فزاده ذلك الايمان والتقوى.. وأنه لا مفر من قضاء اللّه وقدره.. تميزت حياته بالزهد وطيب المعشر.. هذا ما يمكن أن نقوله عن الشيخ الفقيه والأصولي الأديب.. سيدي أحمد التيجاني رحمه اللّه. هو أحمد بن أبي عبد الله محمد بن المختار التيجاني. ولد سنة 1150 هجرية بقرية عين ماضي ونشأ بها.. حفظ القرآن في صغره.. ثم درس الفقه وأصوله.. والأدب وعلوم اللغة. قرأ مختصر الشيخ خليل ورسالة عبد اللّه بن أبي زيد القيرواني ومقدمة ابن رشد.. ثم انتصب للتدريس والافتاء.. ثم مال الى التصوف والمباحثة في الأسرار الالهية حتى تبحر في فهم علومها.. وذاق الأهوال والمقامات.. .. وأقبل على التزهد والتهجّن الليالي الطوال. كان أبوه عالما ودعا.. وتقيا بارا.. أما والدته فهي السيدة عائشة ابنة الشيخ محمد بن السنوسي التيجاني.. توفيت مع زوجها في يوم واحد بالطاعون الذي ضرب عين ماضي وقتها عفا الله الجميع.. حصل ذلك عام 1166 هجرية وهو لم يتجاوز سن السادسة عشرة.. وبعد وفاة أبويه بخمس سنوات تقريبا أي عام 1171 هجرية ارتحل الى فاس ودرس فيها الفقه النبوي والحديث الشريف على صاحب أفضل الصلاة وأزكى التسليم ثم رجع الىقرية عين ماقي.. ومنها توجه الى البلد الأبيض بناحية الصحراء..حيث مكث خمسة أعوام يقرأ ويتهجن ويدرس.. ثم عاد من جديد الى موطنه الأصلي عين ماضي.. فاختار الارتحال مرة أخرى حيث توجه الى تلمسانالمدينة الجزائرية التي شهدت في حقبة تاريخية معينة ثورة دينية وفقهية. بل كانت مدينة تلمسان شمسا مشرقة على دول المغرب والشرق العربيين. أكدته الدراسات والأبحاث والوثائق الموجودة الى جانب جامعها الكبير الذي بقي شاهدا على حضارة هذه البقعة المباركة من التراب الجزائري.. أين قام فيها بتدريس التفسير والحديث.. وهناك تجرد للتزهد والعبادة وفي سنة 1181 هجرية انقطع عن الناس ليعتكف فترة ما اعترته أحوال كانت تأتيه الوفود للزيارة والأخذ منه بأسباب العلوم الفقهية المختلفة.. ثم قرر الحج.. فزار بيت الله الحرام.. سنة 1186 هجرية. وفي طريقه الى بلاد الحرمين الشريفين زار تونس عام 1186 هجرية ولقي فيها بعض الأولياء الصالحين منهم سيدي عبد الصمد الرحوي. وبقي أحمد التيجاني في تونس وأقام بمدينة سوسة مدة لا بأس بها.. حيث انتفع بالدراسة. يقول علي حرازم بن الغربي برادة عنه في تأليفه «جواهر التيجاني وبلوغ الأماني.. في فيض سيدي أبي العباس التيجاني..». درس في تونس كتاب الحكم وغيره فأرسل له أميرالبلد أن يقيم عنده بتونس لقراءة العلم وتدريسه.. ونفذ له دارا ومسجد الزيتونة للقراءة وعين له مرتبا عظيما ومحترما.. فلما قرأ كتاب الأمير مسكه وسكت.. ومن الغد استعد للسفر عبر البحر باتجاه القاهرة قاصدا الحج..