مسامرة «منزلة المتفقد: الواقع والآفاق» لقاء نظمته النيابة الجهوية لمتفقدي التعليم الثانوي ببن عروس بداية الاسبوع بمقر اتحاد الشغل بالجهة والمسامرة دامت ما يزيد على الثلاث ساعات من الزمن وحضرها عدد من الاطارات البيداغوجية من اقليمتونس الكبرى وبنزرت تدارسوا جملة من المشاغل وعبروا جميعا عن التفافهم حول نقابتهم العامة التي لم تتجاوز بعد من العمر سنواتها الاربع كما أبدوا قناعتهم بها هيكلا يحمل همومهم. السيد رضا شهاب المكي النائب الاول في نيابة بن عروس استهل الحديث بعرض مجموعة من المطالب التي تتحاور النقابة في شأنها مع سلطة الاشراف على غرار موضوع الارتقاءات المهنية وتكلفة التنقل ومنح الاصلاح واشراك المتفقدين في التصورات والمنجزات البيداغوجية ومقاييس الانتداب وتنظيم المهنة عموما... السيد المنجي الغضبان كاتب عام النقابة الوطنية لمتفقدي التعليم الثانوي قال ان الهيكل قد ضمن انخراط 380 متفقدا من جملة 480 من المنتمين الى القطاع على المستوى الوطني وأضاف أن عدد المتفقدين عموما ليس بذي ثقل ربما لكنه عدد نوعي بالتأكيد باعتبار الدور الموكول اليه... السيد المتفقد ماهر بوصباط وثلة من زملائه تساءلوا عن امكانية الزيادة في ربط الصلة بين عموم المتفقدين وهيكلهم النقابي من خلال حفزهم أكثر على الانخراط في فعله واجتماعاته وصياغة رؤاه لاسيما أن القطاع والنقابة العامة تحديدا يمران بظرف مصيري... صعوبات وعراقيل تعقيبا على هذه المسألة ذكر السيد المنجي الغضبان أن النقابة العامة تواجه مجموعة من الصعوبات والعراقيل التي تحد موضوعيا من قدرتها على الحركة والتي قد تهدد وجودها القانوني أصلا: فعلى المستوى الهيكلي والتنظيمي تبدو صيغة حضور النقابة داخل اتحاد الشغل بقانونه الداخلي عسيرة لاتخاذها ذاتيا قرارات بتنظيم اجتماعات عامة مع نياباتها الجهوية ولقاءات وطنية للقطاع ومن ناحية أخرى فإن التشتت الجغرافي في عمل أعضاء مكتبها التنفيذي يعسر اجتماعهم وهذه الصعوبات تنضاف الى غيرها من «المكائد والعداوات» لتعيق النقابة الوطنية عن الحركة بل لتلغي وجدوها القانوني أصلا اذا لم يتسن عقد مؤتمر وطني عام قبل 25 ديسمبر القادم... المتحدث أضاف أن العلاقة مع المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل ليست في أغلبها على ما يرام اذ هي تشهد خلافات من قبيل ذلك المتعلق بما يريدونه من توحيد بين نقابات التعليم عامة والذي لا نراه مناسبا لطبيعة الحال فالمتفقدون بوزنهم العددي القليل يرون مبدأ التنسيق لا التوحيد بالنظر الى خصوصيات كل قطاع من قطاعات التعليم ونوعية مشاغله ومطالبه... السيد محمد المومني متفقد العربية رأى أن لنقابة المتفقدين كثيرا من الاصدقاء والداعمين بين نقابات التعليم الثانوي والابتدائي والعملة وغيرهم وأن ذلك يجب دعمه والتواصل معه للمساعدة على تحقيق البرامج والاهداف التي تخدم الجميع. بين النقابة والودادية مسألة طبيعة العلاقة بين نقابة المتفقدين ووداديتهم كانت أيضا مدار جدل لافت بين الحاضرين ففي حين رأى البعض ضررة الصرامة في التعاطي مع الودادية باعتبار أنها قد تربك عمل النقابة وتشتت الجهد المطلبي للقطاع رأى البعض الآخر أن التعالق مع الودادية لا يجب أن ينحى الى الصراع «المتشنج» الذي لا يفيد المتفقدين في شيء بل يجب أن يوجه ايجابيا فلكل هيكل دوره المخصوص ولا مجال للخلط بين الدور الخدماتي للجمعية ودور نقابة عامة كما لا مجال للخلط أيضا بين الودادية كهيكل جمعياتي وبين ما يصدر عن بعض المنتمين اليها أو النافذين فيها من ممارسات قد لا تكون مناسبة أو قد يستنتج منها عداء للنقابة وعرقلة لها... النقابة ليست لعبة لتصفية الحسابات السيد المنجي الغضبان عقب على نقاش الحاضرين بالتأكيد على أن هيكلهم لن ينخرط الا في ما يراه خادما لمصلحة المتفقدين وأنه لن يكون رقما أو لعبة في أيدي أطراف توظفه لضمان مصالحها الشخصية الضيقة أو تصفية حساباتها مع أي كان السيد الكاتب العام أضاف أن النقابة برهنت عمليا على هذا الامر في المدة الاخيرة أثناء اصلاح اختبارات امتحان البكالوريا في دورة جوان 2010 وما حف به من مسعى البعض الى توريط المتفقدين في اضراب غير محسوب يمكن أن يأتي على الجمل بما حمل ويلحق ضررا عميقا بالنقابة وسلك المتفقدين دون أن يتقدم بهم قيد أنملة... عموما لاحظنا أن لقاء متفقدي التعليم الثانوي في أمسية بن عروس قد اتسم بكثير من الجدية في طرح مشاغل القطاع والجرأة في كشف الحال وبدا الاتفاق واضحا بين الحاضرين على ضرورة السعي عمليا الى البحث عن الصيغ الممكنة لدعم هيكلة قطاعهم على نحو يضمن التواصل بين نياباتهم الجهوية ونقابتهم الوطنية العامة تواصلا تتحقق به وحدة الهيكل واستقلاليته ويرتفع من خلاله مطلب التعجيل بإقرار عقد مؤتمر عام قبل يوم 25 ديسمبر القادم وهو التاريخ الحاسم لبقاء هيكل النقابة الوطنية للتعليم الثانوي أو بطلان فعله قانونيا.