ثلاثون يومًا من المسلسلات! ثلاثون يومًا من الثقافة المسلسلاتيّة العظيمة! ثلاثون يومًا توحّدَ خلالها العرب من المحيط إلى الخليج بفضل تعاطي المسلسلات الرمضانيّة، دون أن نفهم هل هي منشّطات أم مخدّرات؟! والآن! هل ينخرط مدمنو المسلسلات في برامج معالجة الإدمان؟! هل يهيمون في الشوارع كالممسوسين، بعضهم يترنّح؟! بعضهم يجهش بالبكاء؟! بعضهم يتسوّل مسلسلاً؟! بعضهم يصرخ: ماذا نصنع دون مسلسلات؟! كلاّ طبعًا! فالمسلسلات رمضانيّة وخريفيّة وشتائيّة وصيفيّة ومتوفّرة على امتداد أيّام السنوات الشمسيّة والقمريّة! وإذا غابت المسلسلات فالمنوّعات مستعدّة للنهوض بالمهمّة! لكأنّ فضائيّاتنا العربيّة تريد إقناعنا بأنّ المسلسلات والمنوّعات هي بديلنا عن النفط! وأنّها الثروة الوحيدة التي يمكن توزيعها بالعدل على الفقراء والمساكين! فالمهمّ توفير الغذاء المسلسلاتيّ والمنوّعاتي لكلّ عربيّ وعربيّة! ومسلسلات حتى النصر! وبالروح بالدم ننتجك يا منوّعات! ولا صوت يعلو فوق صوت المسلسلات، إلاّ المنوّعات طبعًا! أمّا الكتاب! أمّا الفكر! أمّا ثقافة الجدل العميق والأسئلة المحرجة! فهي كلام فارغ! مضيعة للوقت التلفزيوني الثمين ولملايينه التي لا تهون إلاّ على مسلسل أو على منوّعة!