لا تنسوا نصيب الطفل من البرمجة الرمضانية تونس الصباح ربما جاز القول بأن الاطفال هم «الشريحة الأكثر تضررا من توجهات البرمجة الرمضانية السنوية على الفضائية «تونس 7».. تلك التوجهات الموسومة بالتركيز خاصة على ما هو درامي ومنوعاتي وحصص العاب موجهة للكهول والمغفلة بالكامل او تكاد لنصيب الطفل وحقه في «وجبة» برامجية يومية دسمة وتربوية تراعي من جهة حقه الطبيعي في «الاعلام» والتثقيف والترفيه وتجنبه من جهة اخرى الانخراط اللاواعي وربما المكره في متابعة مادة برامجية تلفزيونية رمضانية سواء كانت درامية او منوعاتية او غيرها هي غير موجهة له اصلا ولا تراعي في الغالب «حاجياته» النفسية والذهنية والذوقية. الصور المتحركة لا تكفي والواقع ان ظاهرة «الاهمال الكامل» للطفل وعدم اخذ «حاجياته» في الاعتبار من طرف القائمين على وضع البرمجة الرمضانية السنوية هي ظاهرة تكاد تكون عربية.. فالتلفزيونات العربية جميعها تبدو وكأنها غير معنية بوجود «شريحة» الاطفال ضمن جمهور المشاهدين لذلك نراها تفكر في توفير مختلف المواد البرامجية «الرمضانية» من دينية ودرامية ومنوعاتية وحصص العاب (للكبار!) ومسابقات وغيرها وتنسى فقط الطفل العربي وكأنها بذلك تدعوه الى ان يتخلى عن طفولته وعن «احلامه» ليتحول الى «كهل» يتابع بعيون طفل مادة برامجية تلفزيونية لا يتناسب خطابها و«صورتها» مع تركيبته النفسية والذهنية.. اما اذا حصل ان تذكّرت قنواتنا التلفزيونية العربية الطفل العربي في رمضان فانها ستتكرم عليه فقط بالابقاء على شريط الصور المتحركة (الكارتوني) اليومي والذي غالبا ما يكون غير ذي علاقةمع الخصوصيات الثقافية والروحية للشهر الفضيل. «تونس 7» انمودجا وحتى لا يكون كلامنا نظريا ومجردا فاننا سنتوقف عندما تخص به عادة الفضائية «تونس 7» شريحة الاطفال في تونس ضمن برمجتها الرمضانية. ما من شك في ان المتابع ل«اخبار» التحضيرات السنوية والاعداد البرامجي الخاص بالشبكة الرمضانية على الفضائية «تونس 7» سيلاحظ ان الاهتمام يكاد يكون منصبّا بالكامل على ما هو مادة برامجية موجهة للكهول.. فهذه مسلسلات درامية جديدة تنتج خصيصا ليقع بثها في شهر الصيام.. وهذه منوعات فنية وحصص العاب نعم العاب! موجهة للكهول.. وهذه سكاتشات هزلية و«سيتكومات» وهذه.. وهذه.. فضلا عن البرامج الدينية والحصص التي تعنى بفنون الطبخ وغيره.. اما عما هو مادة برامجية جديدة ومستحدثة موجهة للطفل و«حاملة» من قريب او بعيد لخصوصيات الشهر الكريم الروحية والثقافية والاجتماعية.. فلا شيء على الاطلاق!!! باستثناء طبعا اشرطة الصور المتحركة «اياها»! التي هي من حيث مضمونها تبدو وكأنها قادمة من «عوالم» اخرى وليس فقط من مجتمعات اخرى.. فراغ وتبعات طبعا، مثل هذه التوجهات المهملة لحق الطفل ونصيبه من البرمجة الرمضانية على الفضائية «تونس 7» سينجر عنها بالضرورة تبعات غير محمودة بعضها ثقافي وبعضها نفسي .. فالطفل التونسي سيجد نفسه يتابع ضمن محيطه الاسري وعلى امتداد شهر الصيام مادة برامجية تلفزيونية درامية او منوعاتية او دينية او غيرها اقل ما يمكن ان يقال عنها انها غير موجهة له في الاصل ولا تراعي حدود مداركه العقلية وتركيبته النفسية مع ما يعنيه ذلك من «تأثير» على شخصيته وسلوكه وخياله حاضرا ومستقبلا.. فعلى سبيل الذكر لا الحصر، ما رأيكم مثلا في طفل في سن العاشرة وهو يتابع بعيون مفتوحة ونفس طفولية متيقظة حصة «دليلك ملك» المعتمدة على ضربة الحظ وقد بلغ فيها المبلغ المالي المرصود للربح مليارا من المليمات! ان غياب المادة البرامجية الرمضانية الموجهة للطفل هو الذي يضطر هذا الطفل الى ان يكون متابعا لبرامج غير موجهة له.. في حين ان توفرها (البرامج الموجهة للطفل) هو الذي يحقق له «اكتفاءه» النفسي ويجعله لا يتحمس تلقائيا لمتابعة حصص وبرامج تلفزيونية لا تتناسب مع سنه ولا مع رغباته ولا مع مداركه.