يحتفل العراقيون بعيد الفطر هذا العام وبلدهم يسير نحو مزيد من الفوضى والتدهور الأمني والاقتصادي حيث لا ماء ولا كهرباء ولا حتى حكومة تؤمن للشعب العراقي بعضا من مطالبه. فبعد مضي ستة أشهر على الانتخابات العراقية التي كان كثيرون يأملون أن تحقق مزيدا من الاستقرار والسلام بدأ بعض الناخبين يفقدون صبرهم وإيمانهم بالديمقراطية المزعومة التي روّج لها الاحتلال وعملاؤه. وضع ميؤوس منه وقال نصير شالوب، وهو صاحب متجر للملابس في بغداد: «الآن ألوم نفسي على مشاركتي في الانتخابات أنا واثق أنه لو علم العراقيون أن الأوضاع ستسوء لما أدلوا بأصواتهم لأي من الأحزاب». وقال دريد محمد (37 عاما) وهو تاجر أيضا «كنا نأمل أن يكون ساستنا أكثر مرونة وأن يتحدوا ويتوصلوا الى حلول وسط ويفوا بوعودهم الانتخابية لكنهم فشلوا في وقف إراقة الدم العراقي بسبب خلافاتهم». وأضاف: «إنهم مسؤولون عن كل عراقي قتل». وقال كاظم الشمري، وهو من نواب كتلة «العراقية» إنّ التوتر السياسي يؤثر بشكل مباشر على الشارع وقد تشهد كثير من المناطق عنفا طائفيا وأولها بغداد. ومن ناحية أخرى يتنامى شعور العراقيين باليأس نتيجة الافتقار الى المياه النقية والكهرباء فضلا عن استشراء الفساد. وقال علي الطريحي وهو موظف حكومي إنّ الأزمة ستستمر فترة طويلة لأن القرارات ليست في أيدي الساسة العراقيين فتأخير تشكيل الحكومة يعكس صراعا بين دول المنطقة». وقد أعلن المرشح لرئاسة الوزراء عن الائتلاف الوطني العراقي عادل عبد المهدي استعداده للتخلي عن ترشحه لهذا المنصب إذا كان ذلك يمثل عقبة في طريق العملية السياسية. وقال عبد المهدي إنّ ائتلافه يسعى الى تشكيل حكومة شراكة وطنية قادرة على توفير الأمن والخدمات وفق مبدأ الشراكة الحقيقية. من جانبها نفت القائمة العراقية برئاسة إياد علاوي الأنباء التي تحدثت عن أن نائب الرئيس الأمريكي جوبايدن تمكن من اقناع الدول العربية ودول أجنبية أخرى بكف الدعم للقائمة ولعلاوي. تفجيرات وقد أفاقت بغداد أمس مجدّدا على صوت الانفجارات حيث انفجرت سيارة مفخخة وقنبلة مزروعة على الطريق قرب محطة حافلات في بغداد ممّا أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل وإصابة عشرات آخرين بجروح وفق ما أعلنت الشرطة ومصادر بوزارة الداخلية العراقية. وأضافت المصادر أن السيارة الملغومة انفجرت في حي البياع جنوب بغداد وأن قنبلة مزروعة على الطريق انفجرت في وقت لاحق بعد أن تجمع الناس قرب مكان التفجير. وأوضحت الشرطة أن الانفجارين استهدفا على ما يبدو دورية للشرطة حيث كان عدد من عناصر الشرطة والجنود العراقيين بين القتلى والمصابين. وفي حادث آخر قُتل مدنيان وأصيب آخرون في انفجار عبوتين ناسفتين في وقت واحد قرب محطة للحافلات شرق بغداد. وكان جنديان أمريكيان لقيا مصرعهما وأصيب 9 آخرون بجروح في شمال العراق أمس الأول.