حين أسند مهرجان الأغنية العربية المنعقد في القاهرة جوائزه لم تكن تونس من ضمن البلدان المتوجه وهذا طبيعي نظرا لحالة التدهور الذي تعرفه الأغنية التونسية لاعتبارات ليس المجال هناك لتحليلها. فقط كان نصيب تونس جائزة «تشجيعية» من بين 4 جوائز للترضية فقط نالها سمير العقربي. والحق لم يكن اللحن مميزا ولا فيه ما يستحق التتويج لكن تلك أحكام «التوازنات» والترضيات بعدما هربت منا الجوائز الرئيسية. هذا الرأي جعل أحدهم يتهمني ب«اللاوطنية»! وحتى أدلل على أن الوطنية صارت لها معان كثيرة سأستدل «بلا وطني» وأعني الناقد الكبير الدكتور جمال فياض الذي شنّ هجوما على الجوائز العربية وخاصة تلك «الشقة المفروشة» المسماة جائزة «الأوسكار» التي تمنح لنكرات. ويستدل الدكتور على حادثة عاشها وكان عمرو دياب مرشحا لنيل هذه الجائزة ولكن جاء من يهمس لعمرو دياب، أنه أكبر بكثير من مثل هذه الجائزة إلا أن النجم الكبير غير رأيه في الساعات الأخيرة، وجاء من يعرض الجائزة على مطرب لبناني، كان موجودا في القاهرة لإحياء حفل كبير... وكان أن سافر بعد الظهر إلى شرم الشيخ، ليتسلّم في المساء جائزة «أفضل مطرب عربي»، «بناء على استفتاء الجماهير». وطبعا في احتفال كبير وبحضور مجموعة من كبار فناني مصر وعاد في اليوم التالي إلى القاهرة ومعه تمثال محفور عليه اسم مطرب آخر». ويخلص الدكتور فياض للقول: «كفى «بهدلة» لجوائز التكريم، لم يعد هناك من يحضر مثل هذه الاحتفالات، لأن الجميع صار يعرف أنها مجرد أكاذيب وحفلات نفاق، جوائزها مدفوعة الثمن لكن المؤلم أنها تحمل بصمات الموافقة من كبار النجوم، بدءا من حلمي بكر ومحمد سلطان وانتهاء بأصحاب الخبرات من جيل الشباب هل أصبحت شهادات النجوم والمشاهير هي أيضا للبيع؟ يبدو أنها للبيع وبأبخس الأثمان أيضا. يا دكتور عيب إنك لست وطنيا مثلي كان عليك أن تصدّق هذه الخزعبلات وتطبّل مع المطبلين ليقال إنك «أبو الوطنية» و«المفهومية»!!