بعد 9 سنوات من التدريس دون انقطاع في المدارس الاعدادية التقنية وجد 3 مدرّسين متعاقدين أنفسهم عاطلين عن العمل مطلع السنة الدراسية الجارية! حيث وقع اعلامهم شفاهيا عندما توجهوا يوم 14 سبتمبر الحالي لمتابعة عملهم بأنه وقع الاستغناء عنهم، وذلك وفق ما جاء في شكوى توجهوا بها الى السيد وزير التربية وحصلت «الشروق» على نسخة منها. وقال المدرّسون المذكورون وهم هاجر بودربالة وأسماء العيّاشي وقيس بن عبد السلام ان ما تعرّضوا له يعتبر «مظلمة» ادارية وأنهم كانوا ينتظرون ان تكافئهم وزارة التربية بالانتداب النهائي بعد حوالي عقد من الزمن كدّوا واجتهدوا خلاله في عملهم بكل تفان واخلاص وتكوّنت لديهم خبرة لا يُستهان بها في مجال التدريس لكن الوزارة كان لها رأي آخر على حد قولهم. غموض كان المدرّسون الثلاثة، وهم من الحاصلين على شهادة المؤهل الفني العالي في اختصاصات مختلفة (مرطّبات حلاقة) قد باشروا منذ جانفي 2001 العمل في التدريس بالمدرسة الاعدادية التقنية بحمام الانف والمدرسة الاعدادية ببني خلاد بصفة «أستاذ متعاقد صنف د» (حسب العبارة المستعملة في شهادة «قائمة في الخدمات» التي حصلوا عليها مؤخرا) وبصفة «أستاذ معاون صنف د ج (حسب العبارة المستعملة بشهادة العمل) وبصفة «عون متعاقد» (حسب ما ورد في عقد الالتزام الداخلي الذي أبرموه مع وزارة التربية)... في حين لا تظهر أية صفة لهم في بطاقة الخلاص التي يتقاضون بواسطتها أجورهم الشهرية... وهذا ما يعني أن الوضعية المهنية لهؤلاء الأستاذة غير واضحة بالمرة ويطرح أكثر من سؤال حول هذا التناقض في الوثائق الادارية الصادرة عن وزارة واحدة... وتزداد الوضعية غموضا من خلال العقود التي أمضوها على امتداد السنوات التسع الماضية والحاملة لتسمية «عقد التزام داخلي» وليس «عقد شغل» مثلما كان من المفروض أن يحصل... علما وأن هذه العقود تحتوي أكثر من مرة في بنودها على عبارة «انتداب»!! أساتذة طوال التسع سنوات الماضية، كان التعامل الاداري مع المدرّسين الثلاثة على أساس أنهم أساتذة (رجال تعليم)، حيث كانوا يحصلون على أجورهم الشهرية طوال أشهر السنة ويتمتعون بالعطل المدرسية وعطلة الاستراحة الاسبوعية وعطل المرض العادي بكامل الأجر وتخضع أجورهم للاقتطاع لفائدة الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية مع تحديد مدة العمل الاسبوعية ب24 ساعة. وأكثر من ذلك، فقد باشر بعضهم أعمال المراقبة في امتحان الباكالوريا خلال السنوات التسع الماضية. مباشر ما يثير الحيرة في وضعية الاساتذة الثلاثة على حد ما ذكروه ل«الشروق» هو أنه لم يقع إعلامهم كتابيا وبصفة مسبقة بإنهاء التعاقد معهم، حيث فوجئت مثلا كل من أسماء العياشي وهاجر بودربالة يوم 14 سبتمبر لدى التحاقهما بالمدرسة الاعدادية التقنية بحمام الانف لمباشرة عملهما وتسلّم جدول الاوقات (كما جرت العادة مطلع كل سنة دراسية) بالمدير يعلمهما أن الادارة الجهوية للتعليم ببن عروس طلبت منه عدم مدّهما بجدول الاوقات رغم وجود أقسام بلا أساتذة آنذاك وهي الاجابة نفسها التي تلقاها من المدير عدل إشهاد توجّه للمدرسة المذكورة بطلب منهما... أما إجابة الادارة الجهوية للتعليم أمام عدل الاشهاد فقد كانت «تم الاستغناء عنهما بغاية إعطاء الاولوية لحاملي الشهائد العليا». ومن جهة أخرى فإن الاستاذتين المذكورتين حصلتا على أجر شهر سبتمبر وأيضا على شهادة «قائمة في الخدمات» يوم 16 سبتمبر الجاري تنص في خانة الوضعية الادارية الحالية على عبارة «مباشر» وحصولهما في اليوم نفسه على شهادة عمل. ويأمل الاساتذة المذكورون أن تتراجع وزارة التربية عن قرار الاستغناء عنهم وأن تنتدبهم بصفة نهائية مثلما حصل مع بعض زملائهم سابقا لأنه لا يعقل بعد 9 سنوات أن يقع التخلي عنهم وعن خبرتهم في التدريس بهذه السهولة، وإحالتهم على بطالة قد تكون نهائية بعد أن أضاعوا فرص عمل أخرى أتيحت لهم خلال السنوات التسع الماضية.