«فعلها» الأولمبي الباجي عشية السبت المنقضي في سوسة بالذات وعاد بالنقاط الثلاث للمباراة على حساب نجم أجرى انتدابات بالمليارات من أجل ألاّ يكون ضحية لمثل هذه المفاجآت.. الأولمبي الباجي حقق انتصاره الأول هذا الموسم ولكن أي انتصار.. إنه على «ظلم» الحكم المسعي وعلى المشكّكين في قدرة الأولمبي على تسجيل الأهداف وتحقيق الانتصارات.. رحلتنا في هذا المقال ستكون مع الأرقام والملاحظات والاشارات.. تاركين للقارئ مهمة الاستنتاجات. في البداية لا بدّ من التذكير أن الأولمبي الباجي خاض الى حدود السبت المنقضي 4 مباريات رسمية ثلاث منها خارج القواعد (النادي الصفاقسي مستقبل المرسى النجم الساحلي) ومباراة واحدة على قواعده وكانت ضد «الهمهاما».. وبالنسبة الى فريق في حجم ميزانية الأولمبي وأهدافه المختزلة في ترتيب مطمئن في البطولة والذهاب أطول مسافة ممكنة في سباق الكأس فإن عدد النقاط التي من المعقول جنيها من المواجهات المذكورة لا يتعدّى الأربع نقاط على أساس الفوز على «الهمهاما» في باجة (3 نقاط) وتعادل في المرسى (نقطة).. لكن الحصاد الفعلي والحالي للأولمبي هو 6 نقاط بالتمام والكمال وللتذكير فإن «اللقالق» وعلى امتداد الجولات الست الأولى للموسم المنقضي لم يحصد من مواجهات مماثلة تقريبا سوى نقطتين وصفر من الأهداف في شباك المنافسين. الأولمبي لا ينهزم يمكن الجزم بأن الأولمبي الباجي وفي تاريخه مع الجلد المدور بالرابطة المحترفة الأولى لم يحقق نتائج مفتتح هذا الموسم إذ أن «اللقالق» والى حدود الجولة الرابعة لم ينقادوا الى الهزيمة ولم يقبلوا سوى هدف يتيم في شباكهم. «لمْليحْ يَبْطَى» بعد 3 جولات لم يسجل خلالها الخط الأمامي للأولمبي الباجي ولو هدفا واحدا وما رافق ذلك من تشكيك في قدرة 6 مهاجمين وجدوا هم (المعمري والعامري والمناعي والميساوي وقربوج ومونبلي) جاء الرد مساء السبت من قربوج في التمهيد والمعمري والمحمدي في التسديد فكانت ثنائية العسل التي زادت أجواء الأولمبي وسكّر باجة حلاوة كيف لا وهجوم الأولمبي يهزّ شباك الملعب الأولمبي بسوسة في مناسبتين معلنا انتصارا تاريخيا على النجم الرياضي الساحلي وكأني بحمودة المعمري وصابر المحمدي أرادا بهدفيهما القول لجماهير «اللقالق»: «رَاوْ لمْليحْ يَبْطَى».. علما وأن الهدف الأول للأولمبي في الموسم المنقضي جاء بعد 6 جولات في حمام سوسة لكن «اللّقالق» قبلوا يومها 4 أهداف بالتمام والكمال عصفت بالمدرب وعكّرت أجواء الفريق. انتصار «القليّب» على «ظلم» الحكم حكم مباراة النجم والأولمبي رياض المسعي لم يكن سعيه مشكورا مساء السبت لا من طرف الضيف ولا حتى المضيّف ودون النبش في نوايا هذا الحكم فإن إقصاءه لنضال النفزي بعد 9 ثوان فقط من احتفاظ هذا اللاعب بالكرة على خط الركنية لم يكن في محلّه وكاد بذلك يغيّر نتيجة المباراة لأن الأولمبي لعب بعد الدقيقة 41 بنقص عددي.. وأما الركنية التي غالطت الحضور الذهني للحكم رياض المسعي فقد حرم خلالها الأولمبي من هجوم صريح وفرصة للتهديف قد تدخل التاريخ وكلّفت المهاجم نزار قربوج إنذارا قد يؤثر على الأولمبي في قادم المباريات وكل هذا دون مبرّر أو موجب لأن الحكم المسعي أخطأ وبصريح العبارة.. هذا دون اعتبار بقية الأوراق الصفراء التي من كثرتها للاعبي الأولمبي جعلت المباراة تدور داخل المستطيل الأصفر الموشح بالحمرة بعد إقصاء نضال النفزي والحارس بودربالة. والمدرب رشيد بلحوت والحمد للّه أن اللعبة حافظت على اخضرارها على مستوى مدارج الملعب الأولمبي بسوسة وشوارع المدينة لأن الجمهور العريض للنجم الرياضي الساحلي تقبل الهزيمة بكل روح رياضية ولا يسعنا إلا أن نقول له «برافو». ... وللحظ نصيب انتصار الأولمبي الباجي لعب فيه «الحظ» دورا هاما فإن كان هدف المعمري بعد المجهود الجبار لقربوج يتكرّر باستمرار في مختلف الملاعب والرابطات فإن هدف الفوز للأولمبي الباجي يحصل مرّة في الألف دون الحطّ من قيمة الضغط الذي فرضه نزار قربوج على المدافع والحارس وإجبارهما على ارتكاب الخطإ ويتزامن هدف الفوز مع استيفاء النجم لكل تغييراته ليكون منفذ ضربة الجزاء لاعبا وعلى خط المرمى مدافعا بدل الحارس.. وقبل ضربة الجزاء كان سانطوس قاب قوسين أو أدنى من مضاعفة النتيجة إذ اصطدمت كرته بالقائم الأيمن لحارس الأولمبي الباجي الذي قد يصعب عليه التعديل في سوسة بالنقص العددي.. وخلاصة القول أن الحظ عشية السبت انتصر على «ظلم» صافرة رياض المسعي والتي لم ترض فئة من جمهور النجم على خلفية أن مثل هذه الأخطاء التحكيمية ولّدت عزيمة من حديد في نفوس لاعبي الأولمبي الباجي للتحدي وخلّفت شيئا من الارتخاء في أداء لاعبي النجم ومنعتهم من التصدّي. ... تصديقا لنبيل الكوكي لما سئل نبيل الكوكي عن نتيجة تعادل ال«سي. آس. آس» ضد الأولمبي الباجي في صفاقس بالذات، قال نبيل: «الأولمبي الباجي قادر على هزم أي فريق تونسي، مهما كان اسمه وفي عقر داره» وها أن الأولمبي قد فاز على النجم في سوسة تصديقا لكلام أحد أبنائه ونقصد طبعا نبيل الكوكي الذي كانت انطلاقته من الأولمبي الباجي. المقراني مرة أخرى دون المسّ ولو بذرّة من قدرات المدرب رشيد بلحوت ومن باب الصدف والدعابة لا أكثر ولا أقل نشير الى أن المدرب المساعد الهادي المقراني كان بمفرده على بنك البدلاء في لقاء حمام الأنف في المنزه خلال ذهاب الموسم المنقضي وعاد من هناك بانتصار ثمين (2 1) وها هو المقراني يقف بمفرده على خط الميدان أمام بنك البدلاء بعد اقصاء بلحوت (أي بعد الدقيقة 41) وها هو يعود بانتصار أثمن من سابقه وبنفس النتيجة (2 1). الكثيري لم يتعمّد اضاعة الوقت متوسط الميدان أيمن الكثيري الذي سجل حضوره منذ انطلاق المباراة لأول مرة منذ بداية الموسم فأبلى البلاء الحسن وشلّ حركة عادل الشاذلي ودانيالو كان أبرز العلامات المضيئة عشية السبت والتي مثلت بحق مفاجأة من مفاجآت بلحوت لزميله محمد فاخر.. الكثيري سقط في مناسبتين خلال الشوط الأول فظن الجميع أنه كان يتعمّد اضاعة الوقت لكن الحقيقة أن أيمن الكثيري عائد من إصابة على مستوى كاحل الرجل بعد شوط ممتاز ضد المنتخب الأولمبي المغربي وقد عاودته الأوجاع في لقاء النجم والدليل أنه غادر الملعب بعد أن استحال عليه مواصلة اللعب متحديا آلام كاحل الرجل. الأرجل على الأرض لم يمض من بطولة عمرها 26 مباراة سوى 4 جولات فقط ودون الدخول في التفاصيل والتدقيق فإن على لاعبي الأولمبي الباجي إبقاء الأرجل على الأرض والتعامل مع بقية المباريات بنفس الواقعية والجدية لأن الفوز على النجم الرياضي الساحلي في سوسة بالذات يبقى إنجازا ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون تتويجا أو تفاديا للنزول ولا أدل على ذلك من أن الفائزين على «ليتوال» عجزوا عن تحقيق ذلك على ملعبهم وأمام جمهورهم ضدّ «الهمهاما» في الجولة الثالثة.