بحكم الظروف التي يعيشها الترجي جرّاء ماراطون المباريات وغصرة الترشح وزعامة المجموعة في مسابقة رابطة الابطال يمكن تبويب مباراته اليوم في قفصة ضمن المهمات العسيرة جدا والتي يقرأ لها الترجيون ألف حساب خاصة أنهم يطاردون الريادة المحلية قبل مواجهة الاهلي المصري في إطار الكأس القارية ثم إن الترجيين أكثر الناس إدراكا أن الخروج من ملعب قفصة بسلام (على مستوى النتيجة) معناه أن الفريق بخير في الوقت الراهن وأنه سيضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، طمأنة أحبائه محليا وافريقيا، تصدّر الطليعة، إنذار بقية المتراهنين وأيضا إنذار المنافس القادم (الاولمبي الباجي) الذي عاد من سوسة بثلاث نقاط من ذهب ولا ندري إن عادت أرجل لاعبيه الى الارض... هذا في ما يخص الترجي لكن للمباراة نصفا آخر هو قوافل قفصة الذي ينسى جمهوره كل شيء إلا إفساد حسابات الاندية التي تطلق على نفسها لقب «كبيرة»... فالانتصار عليها يمثل «تاريخا» لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يغادر الذاكرة وهو ما يضاعف من مهمة المدرب فريد بن بلقاسم الذي عاد الى قفصة ومعه عادت بوادر عمل جدي وأمل سينبض يوما بالحياة... وقد لا نذيع سرا عندما نؤكد أن البداية الحقيقية للقوافل ستنطلق اليوم من خلال هذا اللقاء الذي يتابعه بقية المتراهنين بعيون حالمة بسقوط الترجي ولو بالتعادل... فهل تتحقق أحلامهم على أرض الواقع أم أن للبنزرتي حسابات أخرى يواصل بها ترسيخ الهيمنة الحمراء والصفراء وإسعاد الأحباء؟... سليم الربعاوي أرقام وأحلام بين القوافل والترجي المواجهات بين قوافل قفصة والترجي الرياضي في بطولة النخبة مازالت في بدايتها بحكم انتماء فريق الجنوب الغربي لبطولة الكبار في موسم 2004/2005 ومع ذلك كانت المنافسات بينهما ساخنة وثرية رغم الفوارق الضخمة بين الفريقين على جميع المستويات. ففي موسم 2004/2005 جمع المكتوب لأول مرة فريق باب سويقة بأبناء الجنوب الغربي وانتهى الحوار بالتعادل السلبي والمعلوم أن الترجي الرياضي أهدر ضربة جزاء أضاعها معين الشعباني وصفر هذا اللقاء الحكم يسرسعد اللّه. وفي الاياب اقتلع فريق القوافل التعادل في العاصمة 1/1 وسجل لفريق باب سويقة أودي وأمضى هدف القوافل طارق سالم. 12 مباراة منذ ارتقاء القوافل لبطولة الكبار تقابل مع الترجي الرياضي 12 مرة وفاز فريق باب سويقة 7 مرات مع نهاية 5 مقابلات بالتعادل وهذا الجرد الكامل لهذه المنافسات. موسم 2004/2005: القوافل الترجي (1/1) و(0/0) موسم 2005/2006: القوافل الترجي (2/3) و(1/1) موسم 2006/2007: القوافل الترجي (1/1) و(2/2) موسم 2007/2008: القوافل الترجي (0/2) و(0/2) موسم 2008/2009: القوافل الترجي (0/6) و(0/1) موسم 2009/2010): القوافل الترجي (0/3) و(1/3) قفزة نوعية ترجيّة خلال المواسم الثلاثة الأولى كانت النتائج متقاربة ففي 6 مقابلات حسم التعادل 5 مرات مع انتصار وحيد للترجي الرياضي ومنذ موسم 2007/2008 فرض الترجي سيطرة مطلقة بفوزه في 6 مناسبات متتالية مع تسجيل 17 هدفا. سداسية تاريخية أعرض انتصار في هذه المنافسات كان لصالح الترجي الرياضي في ذهاب موسم 2008/2009 حيث سحق منافسه بسداسية نظيفة بفضل العربي جابر ومايكل وهنري بيان فينو وأسامة الدراجي ويوسف المساكني صاحب الثنائية. توفيق حكيمة العيد بلهامل (المدافع المحوري لقوافل قفصة): جاهزون والترجي لا يخيفنا «أعتقد أنه بعد هزيمتي الجولة الثانية والثالثة أمام جرجيس والنجم لم يعد بامكاننا التعثر مجدّدا فمقابلة اليوم ستكون غايتنا فيها النقاط الثلاث بغض النظر عن الآداء. فالفوز وحده كفيل باسعاد جماهيرنا وإعادتها الى المدارج رغم يقيني أنها مباراة صعبة خاصة ونحن نواجه فريقا اسمه الترجي الرياضي جاهز على كل المستويات ولكن نحن أيضا جهزنا أنفسنا وعرفنا كيف نستغل فترة توقف البطولة وأجرينا عديد اللقاءات الودية. أظن أننا جاهزون وقرأنا لكل شيء حسابه سنعرف كيف نوقف الترجي وسنتحمل ضغطه المعتاد في بداية اللقاء، وبعد ذلك سنستغل مغادرة أغلب عناصره لمناطقهم وسنحقق الفوز مستغلين في ذلك عاملي الأرض والجمهور حتى نخرج بنقاط اللقاء لذلك أقول نحن جاهزون على كل المستويات والترجي الرياضي لا يخيفنا. حسين حيدوري صيام بن يوسف (مدافع محور الترجي): صعبة.. لكننا نريد الصدارة.. «لا نفرق بين المنافسين، لأن كل المباريات هامة بالنسبة لنا. نريد ضمان نقاط الفوز لأنها أهم شيء بعيدا عن أي حسابات أخرى لأن الأسابيع المقبلة هامة بالنسبة لنا ويجب أن نتعامل معها بتوازن. قوافل قفصة منافس صعب خاصة على ميدانه وتحقيق الانتصار لن يكون سهلا، إذا ما لم نلتزم بأهمية اللقاء ونحترم المنافس. الفوز سيكون هاما لأنه سيعيدنا لصدارة الترتيب». وهذا ما نريده من حوار اليوم قبل أي كلام عن الطريقة والاقناع فهذه المباريات تبقى نقاطها الثلاث أهم ما فيها». معز رأي فني: المدرب أحمد علية: الترجي الأقرب الى الانتصار يعتقد المدرب أحمد علية أن كل العوامل تلعب لصالح الترجي الرياضي في لقائه اليوم ضد قوافل قفصة في ملعب هذه الأخيرة وهو ما يجعله الأقرب الى الفوز. حول هذه المباراة قال المدرب أحمد علية: «إنها تأتي في ظروف مختلفة بالنسبة لكلا الفريقين. ففي حين يمر الترجي الرياضي بفترة زاهية فإن الأمر يختلف بالنسبة لقوافل قفصة التي بدأت السباق باحتشام ومرد ذلك تغيير الاطار الفني والتغييرات التي طرأت على التشكيلة اضافة الى الصعوبات المادية التي عرفها الفريق خلال هذه الصائفة».. وعن حظوظ الفريقين في هذه المباراة أجاب: «أعتقد أن الترجي قادر على العودة بالفوز أو على الأقل بالتعادل وهو المتمرس على المقابلات خارج ميدانه اضافة الى القيمة الفنية للاعبيه والروح الجماعية التي تميز آداءهم وقوة شخصيتهم. في خصوص القوافل، فإنه سجل هذا الموسم تحسنا نسبيا مقارنة بالموسم الفارط بفضل الانتدابات التي قام بها من جهة وعودة بعض العناصر التي كانت متغيبة لأسباب مختلفة من جهة أخرى. وأضاف محدثنا قائلا: أخشى ما أخشاه أن يتأثر مردود الفريقين بتوقف نشاط البطولة مثلما حصل خلال المباريات الأخيرة وما آمله شخصيا هو أن يتمتع الجمهور بعروض كروية وبالأهداف حتى تقطع مع ما شاهدناه الى حدّ الآن..