هناك فرق تحبك خيوط تألقها وتطرز ربيع أيامها بأرجل لاعبيها حتى وإن كانوا في أسوإ أيامهم.. وهناك فرق أخرى تخيط كفن أحلامها بنفس أقدام لاعبيها فتطمر كل ما هو جميل في حدائقها ثم تلقي باللوم على بقية الأطراف في محاولة منها للتفصّي من مسؤولية يحفظها تاريخ الجمعية.. ومن هذا المنطلق كثيرا ما لا تتلاقى الأحلام والأقدام على صراط وحيد فيضيع الفريق وسط زحام البطولة وهو حال أكثر من فريق هذا الموسم رغم مضيّ أربع جولات فقط من عمر الدوري. النجم الساحلي يشدّ الرحال الى قابس ممنيا النفس بانتصار يصالحه مع الأنصار ويعيد به الاعتبار إلا أن ذلك يتعارض بقوة مع رغبة الفريق المحلي الذي بقدر ما يدرك صعوبة المهمة إلا أنه يدرك أكثر صعوبة الجمهور هناك وما على المدرب توفيق زعبوب إلا قراءة ألف حساب لمواجهة اليوم للخروج على الأقل بأخف الأضرار. النادي البنزرتي يتحول الى سوسة لملاقاة «الأمل» وكله عزم على تأكيد صحة العمل الذي انطلق فيه يوسف الزواوي خاصة أن تعادل الجولة الفارطة لم يشف الغليل في وقت مازال الشارع الرياضي في حمام سوسة مقتنعا بأن هزيمة الجولة الفارطة كانت بفعل فاعل وأن ردّة الفعل ستكون قوية لتقنع الجميع بأن الأمل أضحى من السكان المستقرين داخل ديار الرابطة الأولى والسؤال الذي يسبق اللقاء من سيضمّد جراحه على حساب الآخر؟ بين الافريقي ومستقبل المرسى مقابلة سيتابعها الريح بعد قرار العقوبة وهي فرصة أخرى لنسأل: لماذا يعاقب الجميع بسبب تصرّف فردي ومتى يزول هذا «القرار المتخلف» في حق عشاق الكرة وهواة اللعبة ثم ماذا جنينا (نحن وليس الجامعة) من مثل هذه القرارات غير مزيد النفور من الملاعب ومزيد الإصرار على المتاعب..؟ كرويا يبدو إفريقي مراد محجوب جاهزا لجني فوز جديد يواصل به تسلق تل الترتيب لكن بشرط ألاّ يغمض عينيه كثيرا عن تخطيط ابن الافريقي كمال الشبلي في غياب العنصر الذي طالما صنع ربيع الأفارقة ونعني به الجمهور. سليم الربعاوي طبق الأسبوع: أي طعم ل «القناوية» أمام الأفارقة؟ بين القناوية والافريقي مصنّفات كروية معروفة بدسامتها ونكهتها المميّزة وقبل تناول هذه الوجبة الجديدة تذوقنا من أطباق أيام زمان التي مازالت ذكية في الذاكرة والوجدان. يوم 19 أكتوبر 1959 دارت أول مباراة في البطولة الوطنية بين فريق باب الجديد وفريق الضاحية الشمالية وكانت الكلمة الأخيرة لمستقبل المرسى بنتيجة (3 1) وهو دليل على أن هذا الفريق كان من أقوى الامبراطوريات الكروية في ذلك العصر حيث فاز بكأس تونس لسنة 1961 بثلاثية تاريخية نظيفة بتوقيع الرائع عمّار هريشكو. وفي الجملة جمع المكتوب بين الافريقي والمستقبل 96 مرة وفاز الأفارقة في 47 مناسبة مقابل 19 للمستقبل مع نهاية 30 مباراة بينهما بالتعادل. المواجهات الأخيرة بالأرقام موسم 2000/2001: لم يتقابلا موسم 2001/2002: الافريقي المستقبل (2/0) (فوزي الرويسي وفاروق الطرابلسي) ثم (0/0) موسم 2002/2003: الافريقي المستقبل (0/1) (نزار الغزواني) ثم (1/1) (رحومة للافريقي وخميلة للمستقبل). موسم 2003/2004: الافريقي المستقبل (2/0) (المولهي رحومة) ثم (3/0) (رحومة المولهي الميساوي). موسم 2004/2005: الافريقي المستقبل (2/1) (تراوري والميساوي للافريقي والشتاوي للمستقبل) ثم (3/0) (المولهي وباب توري وماهر عامر). موسم 2005/2006: الافريقي المستقبل (1/1) (حمادي الجريدي للمستقبل وتراوري للافريقي)، ثم (1/0) (أسامة السلامي) موسم 2006/2007: الافريقي المستقبل (0/0) ثم (4/2) (2 السلامي ووسام يحيى والغرياني للافريقي و2 المويهبي للمستقبل). موسم 2007/2008: الافريقي المستقبل (2/0) (2 المويهبي) ثم (1/0) وكان الحوار الأخير بينهما في موسم 2008/2009 وفاز الأفارقة ذهابا وإيابا (2/0) و(2/1). لقطات ومقتطفات أحسن هداف في هذه المنافسات الكروية بين العملاقين يبقى هداف الافريقي المنصف الخويني (9) ثم سامي التواتي من نفس الفريق (7) ومن مستقبل المرسى حافظ عبد السلام شمام على موقعه كأحسن هداف أمام الافريقي (5) ثم توفيق الجبالي (4). الفوز الأخير للمستقبل على حساب الافريقي بالعاصمة يعود الى موسم 98/99 حيث انتصر (2/1) ولكنه فاز بالمرسى في موسم (2002/2003) بفضل هدف نزار الغزواني. في موسم 2006/2007، تألق يوسف المويهبي مع المستقبل أمام الافريقي وأمضى ثنائية وعندها تقمص زي الافريقي وسجل ثنائية ضد فريقه السابق المستقبل في ذهاب موسم (2007/2008). توفيق حكيمة يسري التواتي (مستقبل المرسى): انتصار جديد على نادي باب الجديد «أعتقد أن الانتصار الذي حققناه في الجولة الفارطة أمام الشبيبة قد حرّر أذهان اللاعبين وأعاد الثقة للجميع ومن المؤكد أنه سيكون خير حافز لنا لتقديم وجه طيب خلال مواجهتنا اليوم ضدّ النادي الافريقي واقتلاع فوز جديد ندعم به رصيدنا من النقاط. المباراة لن تكون سهلة على الفريقين وقد تتحكم في نتيجتها بعض الجزئيات البسيطة بحكم أنّ الحسابات ستطغى على طبيعة اللقاء. من جهتنا حرصنا على الاستعداد بشكل جيّد لهذه المواجهة وقمنا بما نحتاجه من تحضيرات ركزنا خلالها العمل على خصوصيات الفريق المنافس وأسلوبه في اللعب وباستعادة بعض العناصر المتغيبة في اللقاءات الفارطة سنكون على قدر كبير من الجاهزية لرفع التحدّي وتحقيق النتيجة التي ننتظرها وتنتظرها كل جماهير «القناوية».