حذّر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أمس من محاولات المساس بالعقائد الدينية للمصريين جميعا، واصفا إياها بالخط الأحمر الذي لا يجوز المساس به من قريب ولا من بعيد. وأبدى الشيخ استياءه وانزعاجه الشديدين من تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذوكسية، والتي ادعى فيها تحريف بعض الآيات في القرآن الكريم. وقال الطيب في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع البابا شنودة الثالث، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وطالبه بسرعة التحرك لاحتواء الفتنة. وتطرق الدكتور الطيب الى حوار الأديان قائلا: «إن هناك اتفاقات مبرمة بين الأزهر والفاتيكان والكنائس البروتستانتية لاجراء حوار بشكل منتظم ودوري وفي أكثر من محفل، والاديان هي عقائد إلهية ثابتة لا تقبل تعديلا ولا تغييرا، والحوار ليس بين الأديان، وإنما بين أتباع الأديان، وأساسه ليس محاولة تغيير عقائد الآخر، وإنما تأكيد أن العلاقة بين أصحاب العقائد المختلفة إنما يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل وعلى المودة والإخاء بين البشر جميعا والاستمساك بالقيم الاخلاقية العليا المشتركة، قيم الحرية والعدالة والمساواة والتراحم. والحوار مع المؤمنين باليهودية أمر لا نرفضه، لكننا نرفض أن يتخذ ذلك ذريعة للاتصال، ومن ثم لا نقبل به مع الصهاينة الذين ينكرون حقوق العرب والمسلمين فيحتلون الأرض ويدنسون المقدسات ويواصلون الظلم والعدوان والحصار». ومن جانبه نفى البابا شنودة الثالث أن يكون قد استخدم كلمة «اعتذار»، في تعليقه على تصريحات بيشوي، ولكنه أعرب عن أسفه لغضب المسلمين من إقدامه على قوله الاخير من أن هناك بعض الآيات أضيفت الى القرآن الكريم بعد وفاة النبي الأكرم.