ظاهرة جديدة ميّزت تصفيات كأس إفريقيا حيث لم بعد هناك كبير يحترم أو منتخب يمكن أن ينتصر باسمه وتاريخه ونجومه أو حتى ألقابه العديدة ومشاركاته الطويلة والعريقة لتبدأ انتفاضة من منتخبات غير مصنّفة وضعيفة وبلا تاريخ لكن يبدو أن هذه المنتخبات عازمة وحريصة على كتابة تاريخ جديد ولا يهم على حساب من. منتخب وسط إفريقيا الهزيل هزم الجزائر بهدفين لصفر بعد أن سبق وفرض التعادل على المنتخب المغربي بالرباط. ومنتخب سيراليون عاد بنقطة في الجولة السابقة من ملعب القاهرة المرعب ومنتخب النيجر هزم مصر بهدف لصفر مساء الأحد وفي بداية التصفيات ظهر منتخب بوتسوانا في تونس وحقق ما يشبه المعجزة وتفوق بهدف لصفر وهو الآن يقود المجموعة بفارق مريح بالإضافة إلى كون هناك نتائج لم تكن منتظرة أو متوقعة بالمرة. تشير النتائج أن كأس إفريقيا القادمة سوف تعرف مشاركة منتخبات لأول مرة وسوف يحصل ذلك على حساب منتخبات اعتادت المشاركة المستمرة والمنافسة والتتويج أيضا. حول هذه القفزة والانتفاضة كان لا بد من أخذ رأي الفنيين وهل هي انتصارات عابرة وحينية أم أن هناك تغييرا في الكرة الإفريقية. فوزي الرويسي: الاحتراف هو السبب لا بد من الاعتراف بكون هناك تقدم واضح لمنتخبات إفريقيا حتى الصغيرة منها والنتائج التي تحصل هنا وهناك خير دليل فالاحتراف أفاد هذه المنتخبات الصغيرة فمثلا مسجل هدف النيجيرفي مرمى مصر ينشط في بوردو كما أن فارق التكوين الجسماني يلعب دورا مهما يضاف له التكتيك والصلابة وهو ما يجعل الفوارق بين منتخب كبير وصغير تذوب تماما. عموما مثل هذه النتائج تحسن من مستوى اللعبة في القارة حيث يطمح كل منتخب صغير وبدون تاريخ إلى تحقيق النتائج الإيجابية عندما يواجه منتخبا له اسم وتاريخ. شكري الواعر: انتظروا حقائق أخرى الحقيقة أنه لا يوجد جواب مقنع فهذه الانتصارات غير المتوقعة من منتخبات بلا تاريخ نجعل أكثر من سؤال يفرض نفسه ولا يعرف هل أن هذه المنتخبات قد حققت الانتصارات بفضل عملها الدؤوب والمتواصل أم هو تراجع لمنتخبات كبيرة لكن الشيء الثابت والأكيد أن المباريات المقبلة هي التي ستكشف الحقيقة كاملة بالنسبة لتشكيلة المنتخب التونسي فإنها تتغير من مباراة لأخرى وهذا يؤثر بالسلب على النتائج. نبيل الكوكي: ليست مفاجآت هناك تغيير في خريطة الكرة الإفريقية فبعض النوادي بدأت تظهر على السطح الكروي وتحقيق انتصارات مهمة مثل إزاحة النجم الساحلي من طرف فريق من النيجر وقبل ذلك ناد من الزمبابوي هزم النجم ذهابا وإيابا.. بالإضافة إلى انتصار المالاوي الكبير على الجزائر في أنغولا (30) أي أن الفوارق الكبيرة لم تعد موجودة بالمرة وباتت النتائج يحددها المردود الجماعي والتكتيك. فريد شوشان: عقلية الفوز... هناك تحوّل كبير وتغيير على مستوى اللعبة حتى في العالم وليس في إفريقيا فحسب أي منتخب أو فريق يعرف كيف يتسلح بعقلية الفوز والرغبة في تقديم أفل ما يمكن أن يقدم على امتداد شوطي المباراة بعض المنتخبات العربية وهذه حقيقة تعيش على ذكريات الماضي على العكس من اللاعب الأسمر الذي يجتهد ويتطور كما أن أسبقية الملاعب لم تعد تنفع في ظل العقلية الجديدة وانتصارات بوتسوانا وبوركينا فاسو قبل ذلك في تونس وهزائم المغرب والجزائر وأخيرا مصر تثبت أن هناك تغييرا شاملا وكبيرا وواضحا.