توعّد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس الكيان الصهيوني بالزوال، مؤكدا أن أعاصير الشعب الفلسطيني وغضب شعوب المنطقة والعالم ستمحقهم وتجعلهم أثرا بعد عين إن لم يرحلوا عن المنطقة . وقال نجاد في احتفال شعبي شهده ملعب الراية بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت إن الكيان الذي وكّل من الغرب للسيطرة على المنطقة حاصر نفسه بجدران بناها هو. جبهة ممانعة وأضاف نجاد أن هناك جبهة ممانعة بدأت تتشكل من فلسطين الى لبنان وسوريا والعراق وتركيا، مجدّدا القول إن الكيان الصهيوني يتّجه اليوم نحو السقوط وليس هناك من قوّة قادرة على إنقاذه. وخاطب نجاد الغرب قائلا «إن كنتم تشعرون بأنكم مدينون للصهاينة فلتدفعوا هذا الدين من جيوبكم». وقال نجاد الذي وصل صباح أمس الى بيروت في زيارة تستمر ثلاثة أيام إن جذور العلاقة بين لبنان وإيران وأوجه التشابه بينهما كبيرة، مؤكدا أن لدى البلدين مصالح مشتركة وأعداء مشتركون. وأشار نجاد الى أن مباحثاته مع الرئيس اللبناني كانت إيجابية وبنّاءة للغاية، حيث تطرقت الى شتى القضايا والمواضيع التي تخص العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية، كما تم التوقيع على 17 اتفاقية ثنائية في شتى المجالات، في الاستثمار والطاقة والبيئة والنقل والسياحة والتعليم العالي. وقال الرئيس الايراني إن بلاده تعارض كل الاعتداءات والخروقات التي تقوم بها اسرائيل، كما أنها تدعم حل القضية الفلسطينية على أساس العدالة. وأضاف: «نحن ندعم الكفاح المرير للشعب اللبناني في مواجهته الاعتداءات الصهيونية ونصرّ بكل جد وإصرار على تحرير الاراضي المحتلة بلبنان وسوريا وفلسطين ونريد لبنان واحدا موحّدا متطورا ذا اقتدار ونقف الى جانب الحكومة والشعب حتى تحقيق الاهداف اللبنانية العليا». استقبال حاشد وكان عشرات الآلاف من الاشخاص قد تجمّعوا منذ الصباح على الطريق المؤدية الى مطار بيروت لاستقبال نجاد. وكان برّي في طليعة من استقبل الرئيس الايراني الذي صرح حال وصوله الى المطار بالقول: «أنا فخور بوجودي في لبنان اليوم». مضيفا أن «أعداء لبنان وإيران سيصيبهم الذعر عندما يرون دولتي لبنان وإيران تقفان جنبا الى جنب». ورد برّي بالقول: «فخامة الرئيس، أنت مالئ الدنيا وشاغل الناس في لبنان منذ أن أعلن عن هذه الزيارة»، مضيفا أن «كل لبنان وخصوصا الجنوب متعطش لرؤيتكم». وبدت بصمات «حزب الله» واضحة في الاستقبال، فكان عناصر تابعون له باللباس المدني وعلى أذرعهم كتبت كلمة «انضباط» ينظمون الحشود، فيما عُلّقت صورة ضخمة لأحمدي نجاد مع الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصر الله كُتب عليها «يا حامي الحمى». وحمل المحتشدون كذلك أعلاما ل«حزب الله» وبالونات بألوان العلم الايراني: الاخضر والاحمر والابيض. وأبدى اللبنانيون المشاركون في حفل الاستقبال امتنانهم لايران ورئيسها على المساعدات السخية التي تقدمها للبنان وعلى دورها الكبير في إعادة إعمار ما دمّره العدوان الاسرائيلي عام 2006، وقال أحد اللبنانيين: «إن هذا أقلّ واجب نفعله مع صديق الشعب اللبناني، هو وقف معنا في محنة لبنان والعدوان عام 2006، وليس كثيرا عليه أن نقف هنا لاستقباله حتى لو وقفنا يومين متتاليين» مضيفا: «هو ساعدنا في إعمار لبنان، ولولاه لكنّا مازلنا نعيش في الخيام حتى اليوم».