في الكلمة التي توجّهت بها السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المرأة العربية، الى قمّة السيدات الاوّل حول «طفل اليوم هو زعيم الغد»، والتي احتضنتها العاصمة الماليزية كوالا لمبور من 11 الى 13 أكتوبر الفارط، ركّزت على أن الاحاطة بالطفولة في تونس شأن استراتيجي وخيار جوهري في مشروع بلادنا الحضاري. ودعت الى إيلاء أطفالنا كل ما يستحقونه من رعاية وإحاطة، لكي تتوفّر لهم الظروف المناسبة لتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم، مركّزة على تكثيف الاستثمار في الصحة والتربية والتعليم والثقافة، باعتبارها قطاعات اساسية في تنشئة الطفل تنشئة سليمة، وفي تكوين شخصيته وإثراء معارفه، وفي حفزه على التفاعل الايجابي مع محيطه وعصره، وتربيته على ثقافة المبادرة والمشاركة والافادة والاضافة في كل شؤون حياته. ولقد كان الطفل في تونس ومنذ تغيير 7 نوفمبر 1987، في لبّ السياسة المعتمدة من قبل سيادة الرئيس زين العبادين بن علي، إن بتكريس مجلّة كاملة لحقوقه، وإن بتوجيه رعاية خاصة للأسرة ككل، وتنظيم للعلاقة بين الزوجين، بشكل يوفّر محيطا سليما يتربّى فيه الطفل، وينهل منه وسط أجواء من السكينة والهدوء والنظام ما ينعكس على شخصيته الطرية، فيقع اعداده اعدادا سليم لبقية مراحل عمره، ليتجاوز تغيّراتها بيسر، ويتعامل مع محطّاتها وهو معافى. إن أطفال اليوم كما قالت السيدة ليلى بن علي هم الذين سيصنعون مستقبلهم ومستقبل أوطانهم وعالمهم وهذا لبّ الحقيقة خصوصا أن الحدود بين الثقافات والاقتصاديات والمجتمعات في طريقها الى الزوال وبسرعة عجيبة، وهو ما يؤكد عمق النظرة التونسية، ووعيها الوقّاد بكل المتغيّرات واستشرافها الواقعي والذكي لعالم الغد، الذي سيكون أطفال اليوم هم سكّانه وصانعوه. إن التجربة التونسية في هذا المجال رائدة، الشيء الذي جعل خطاب السيدة الاولى ثريّا ومتميّزا، فنسبة تمدرس الاطفال عندنا بلغت 99٪، وارتفعت نسبة التغطية بالتلاقيح 97٪، وبلغت نسبة عيادات مراقبة الحمل 96٪، وأحدثت تونس منذ 8 سنوات رصدا للإعلام والتكوين والتوثيق حول الطفل وحماية حقوقه، وأحدثت خطّة قاضي الاسرة وقاضي الأطفال، وركّزت مندوبيات لحماية الطفولة، وغيرها من القرارات التي تحمي رجال الغد. ولا شكّ أن خطاب السيدة ليلى بن علي سوف يمثّل وثيقة يُحتاج إليها في كل المناسبات التي تعنى بالطفولة، ومرجعا لكل الندوات والمؤتمرات التي ستقام للغرض.