اتسعت قاعدة حركة الاحتجاج على رفع سن التقاعد في فرنسا حيث خرج أمس ملايين المتظاهرين في كل أنحاء فرنسا في خامس يوم من التحركات الشعبية على اصلاح نظام التقاعد على خلفية صدامات بين الشرطة وتلامذة مدارس واضرابات في مصافي النفط... وتشهد فرنسا البلاد منذ أربعة أيام اضرابات أدت الى ضغط امدادات الوقود وتعطل رحلات جوية وتقليص خدمات السكك الحديدية. ويحمل وصول الطلاب الى جبهة الاحتجاج التوتر الذي تتسم به الاحتجاجات الطلابية الثانوية الفرنسية والقنابل المسيلة للدموع والحجارة... وحملت ساعات أول أمس مؤشرات مثيرة عن احتمال انزلاق الاحتجاج الى مواجهة واسعة بعد ما اندلعت مواجهات مع الطلاب في ليون وليل وباريس ومرسيليا وفي مقاطعة بريتاني غربا التي تحولت الى مركز الثقل في المسيرات ضد رفع سن التقاعد... واعتقلت الشرطة 150 متظاهرا من «مثيري الشغب» خلال المواجهات التي سجلت في ثانويات الضواحي حيث العدد الأكبر من المعتقلين اين ينحو خليط من مهمشي الضواحي والطلاب على تحويل المسيرات الى تفجير الاحتقان في الشارع عبر تحطيم واجهات المخازن ووسائل النقل العام ومحاصرة مداخل الثانوية بحاويات النفايات المحترقة. وقد فقدت الحكومة في الأثناء القدرة على التواصل مع النقابات بعد ما أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه لا عودة عن رفع سن التقاعد... وعمليا أقفل اقرار المشروع في مجلس الشيوخ هامش المناورة للعودة الى المفاوضات بين النقابات والحكومة دون أن تمنى الحكومة بخسائر سياسية جمة. ويهرب الطرفان الى الأمام لأن النقابات العمالية استعانت بالطلاب لرفع حالة التوتر في البلاد دون أمل كبير في أن تفرض أي تنازلات على الحكومة خصوصا بعد اقرار المشروع فيما يبدو مخرج الطوارئ الوحيد للحكومة أن تخفف العطلة المدرسية نهاية أكتوبر الخطى فتهدأ جبهة الطلاب. وتتجه الجبهة الطلابية الى الاتساع مع احتمال انضمام الجامعات الى التحرك وقد تزداد الصورة اسودادا في الساعات المقبلة حيث تواجه فرنسا تهديدا بمواجهة نقص في المحروقات بعدما استكملت النقابات سيطرتها على ال12 مصفاة لتكرير النفط. وقد لجأت الحكومة الفرنسية للمرة الأولى منذ عام 1968 الى مستودعاتها من النفط الاحتياطي لتوفير الكميات الكافية لمحطات توزيع المحروقات... وبعد ما عطل المضربون مصفاة «سين ايه مارنا» الاستراتيجية قرب باريس توقف خط أنابيب النفط الباريسي الذي يعبر 1300كلم عبر الحوض الباريسي ومنطقة الوسط الفرنسي عن تزويد المطارات الباريسية كأورلي وشارل ديغول بمادة الكيروزين الضرورية لاستئناف الرحلات...