في سابقة من نوعها، تعرض الفريق الصحفي والتقني لبرنامج «الحقيقة» التابع لقناة «حنبعل» صباح يوم أمس الاربعاء إلى اعتداء بالعنف من مجموعة من الأشخاص بمعتمدية العامرة من ولاية صفاقس، و قد خلف حادث الاعتداء جروحا بليغة لمصور صحفي علاوة على تهشيم آلة التصوير «الكاميرا» وسيارة البرنامج. وعلمت «الشروق» أن الفريق الصحفي للبرنامج كان قد تحول صباح يوم أمس على خلفية رصد بعض التجاوزات الحاصلة من مربي دواجن كان محل تذمر من الأهالي و المتساكنين نظرا للروائح الكريهة و الحشرات التي تكتسح المنطقة و تضر بالمتساكنين والأجوار بسبب المدجنة المنتصبة بالمكان. ولمتابعة الموضوع عن قرب ونقل صورة حقيقية لواقع المنطقة وتذمرات الأهالي الذين راموا إبلاغ صوتهم إلى الجهات المعنية من خلال قناة حنبعل، تحول فريق برنامج «الحقيقة» صباحا للمتابعة الصحفية المطلوبة الحريصة على الوقوف على تفاصيل الموضوع وبث حيثياته لاحقا وفق مقتضيات العمل الإعلامي النزيه الذي يستوجب حتما محاورة كل الأطراف حتى يتمكن كل من يهمه الأمر من الدفاع عن نفسه و إبراز وجهة نظره. لكن يبدو أن التحريات الصحفية و التصوير الموطني لمسرح الحادثة، لم يرق للبعض من الذين يضرهم كشف الحقائق وتعرية الواقع، الشيء الذي دفع ب«المتهمين» إلى مهاجمة الصحفية ومنع كامل فريقها من التصوير والتحري الإعلامي، ويبدو ان لغة الهجوم لم تثن الفريق الصحفي عن استكمال عمله الشيء الذي أغضب «المتضررين من البرنامج» وأشعل فيهم نار الغضب واللوم والعتاب الذي تجاوز مرحلة التهديد اللفظي إلى الاعتداء بالعنف على «صاحب العدسة» والزميلة الصحفية، ثم تقنيات العمل بما فيها الكاميرا التي تهشمت وهو مصير بعض جوانب سيارة الفريق . فريق برنامج «الحقيقة» أصر على انجاز تحقيقه الصحفي واستنجد بإدارته للحصول على آلة كاميرا ثانية وهو ما تسنى له حسب بعض المصادر غير الرسمية التي تشير إلى أن فريق الحقيقة تمكن من تصوير تحقيقين إثنين الأول يهم المدجنة والثاني يهم الاعتداء و تبعاته. آخر المعلومات التي حصلت عليها «الشروق» تفيد أن الصحفية تعرضت إلى لكمات خفيفة خلافا للمصور الصحفي الذي استوجبت حالته نقله إلى المستشفى حيث خضع لرتق غرزتين بوجهه علاوة على بعض الأدوية للكدمات التي حصلت له بمفعول الإعتداء الذي تحول إلى موضوع تحقيق أمني بعد أن كان موضوع تحقيق صحفي.