قريبا تحتفل زيتونة الأثير إذاعة صفاقس بعيد ميلادها التاسع والأربعين وهذا الرقم له عدة دلالات يستحضرها كل مستمعي هذه المنارة الاعلامية خاصة منهم من واكبوا بداية مسيرتها. الإذاعية سيدة الڤايد تستحق أكثر من تحية شكر وأكثر من تهنئة فهي أول صوت نسائي صافح مستمعي «إذاعة الجميع» سنة 1961 (وهي كذلك منذ انبعاثها)، هذه الاعلامية القديرة أنتجت العديد من البرامج التي تتعلق بالمرأة والأسرة بشكل عام وكانت خلال فترة الاستعمار من كبار المناضلات إذ كانت تراسل الصحف التونسية ونذكر منها جريدة «الزهرة» في وقت كان حضور المرأة محتشما في مثل هذه القطاعات وكان أول برنامج أعدته هو من «حياة العائلات» ويعتبر هذا البرنامج وثيقة تاريخية لحياة المواطن في تلك الفترة الزمنية ثم جاء برنامج «ركن المرأة» ثم يليه «مع الطبيب» ف«المرأة والمجتمع» ثم «البيت السعيد» و«مجتمع جديد» كما أنتجت ولمدة عشرين سنة برنامج «خواطر وأنغام» مع الفنان محمد الجموسي الذي تترأس الآن جمعية له بعنوان «جمعية محمد الجموسي للموسيقى والفنون» وقطعت عهدا على نفسها بأن تكون وفيّة لأبيها الروحي من خلال نشر مذكراته. إشعاع السيدة الڤايد وحرفيتها في عملها حبّب فيها الكثير ولم تبخل في تشجيع ودعم ومساعدة زميلاتها نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر الاذاعية جميلة بالي وشاذلية شاكر وزكية بن عياد وزينب الڤايد والدكتور رياض الزغل وغيرهم، وتمّ تعيينها في فترة سابقة رئيسة مصلحة البرامج كما مثلت إذاعة صفاقس والاتحاد الوطني للمرأة في مؤتمر بيكين سنة 1995 أطال الله في عمر هذه المرأة لتتحفنا بالمزيد.