حضرت أحد أصحاب رسول الله الوفاة فلقّنوه كلمة «لا إله إلا الله» فلم يستطع النطق بها، فشكوا ذلك لرسول الله ے فقال: «أله والدان أو أحدهما؟» قالوا: «له أم عجوز» فقال: «عليّ بها»، فلمّا حضرت قال لها: «إن ابنك فلانا حضرته الوفاة» قالت: «لا ردّه الله» قال: «ولمَ؟» قالت: لأنه كان يفضل زوجته عليّ، فلا أرضى عنه فألحّ عليها، فأبت، لشدة أسفها وتأثرها منه فأراد أن يثير عاطفتها فقال: «آتوني بحطب» قالت: «وما تفعل بالحطب؟» قال: «أريد أن أحرقه أمامك» فتأثرت، وقالت: «إنّه ولدي» قال «فترضي عنه» قالت: «أشهد أني رضيت عن ولدي فلان فقال لصاحبه: «اذهب وانظر هل نطق بالشهادة؟» فجاءه وهو يقول «لا إله إلا الله» فقال: «رضيت عنه أمه والله» كذلك جاء شاب إلى رسول الله ے يشكو إليه أباه، ويقول «إن أبي أخذ مالي فاستدعاه فجاء يتوكأ على عصاه فقال له: «لماذا أخذت مال ولدك؟» فقال: «إنّه كان ضعيفا وأنا قوي فقيرا وأنا غني فكنت لا أمنعه شيئا من مالي واليوم و أنا ضعيف وهو قوي وأنا فقير وهو غني وهو يبخل عليّ بماله سله يا رسول الله هل أُنفقه إلا على نفسي، أو على إحدى عمّاته، أو خالاته؟ فقال: «دعنا من هذا، وأخبرني عن شيء قُلته في نفسك ما سمعته أذناك، فقال «والله يا رسول الله ما يزال الله يرينا فيك سرا لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي قلت غدوتك مولودا وعُلتك يافعا إذا ليلة ضاقت بك السقم لم أبت كأني أنا المطروق دونك بالذي فلمّا بلغت السن والغاية التي جعلت جزائي غلظة وفظاظة فليتك إذ لم ترع حق أبوّتي تعلّ بما أحنو عليك وتُنهل لسقمك إلا ساهرا أتململ طُرقْت به دوني فعيناي تهمل إليها مدى ما كنت فيه أؤمّل كأنّك أنت المنعم المتفضل فعلت كما الجار المجاور يفعل فأخذ بتلابيب ثيابه ودفعه إليه قائلا: «إذهب أنت ومالك لأبيك». فهل يهتدي الضالون ويطيعون والديهم؟ قال تعالى:{ووصينا الإنسانَ بوالديه حُسنا}(الأحقاف آية 15)