تنويه: الرجاء من السادة قراء جريدة الشروق الذين يراسلون ركن (اسألوني) الاختصار عند صياغة الأسئلة حتى نتمكن من الاستجابة لأكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. ٭ السؤال الأول: هل يجوز للمحرم بالحج أن يلبس (شورت) تحت لباس الإحرام لأنه يتحرج من قد تنكشف عورته أمام الناس وهو يريد أن يحتاط لذلك؟ الجواب: اعلم أيها السائل المحترم أنه لا بأس للمحرم أن يرتدي تبانا (شورت) تحت لباس الإحرام إذا اضطر إلى ذلك كأن يخاف انكشاف عورته أمام الناس مثلا, وقد ثبت أن السيدة عائشة رضي الله عنها حجت ومعها غلمان لها، وكانوا إذا شدوا رحلها يبدو منهم الشيء، فأمرتهم أن يتخذوا التبابين، فيلبسونها وهم محرمون. وحمل بعض العلماء أثر عائشة على حال الضرورة، فيجوز للمحرم أن يلبس التبان إذا اضطر لذلك، وأما في حال السعة والاختيار فيحرم عليه لبسه. وعليه فمن اضطر إلى لبس التبان باعتباره من المخيط وهو محرم فعليه فدية وتتمثل في ذبح شاة أو إطعام ستة مساكين أو صيام ثلاثة أيام,. ويمكن للحاج أن يفتدي ذلك في أثناء وجوده في البقاع المقدسة أو عندما يعود إلى بلده. ٭ السؤال الثاني: أعاني من إعاقة تتمثل في أن يدي اليمنى مقطوعة إلى حدّ الكوعين بحيث لا أستطيع أن أغسل يدي اليسرى عند الوضوء فأشار عليّ بعض الناس بالتيمم. هل ذلك ممكن؟ الجواب بداية أحيي فيك أيها السائل الكريم هذه الإرادة القوية في تحدي إعاقتك من أجل المحافظة على صلاتك وكل ما يتعلق بها من طهارة. ثانيا إذا كنت عاجزا عن اغتراف الماء بيدك اليمنى وإسالته على يدك اليسرى إلى المرفق فيكفي أن تسيل عليه الماء مباشرة من الحنفية المفتوحة فيعمّ الماء كامل العضو, فإن عجزت عن ذلك فعليكَ أن تستعينَ بمن يساعدك على غسل يدك اليسرى من الرجال أو من محارمك من النساء كالأم أو الزوجة أو الأخت فإن لم تجد فعليك أن تتيمم لذلك لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم} (التغابن/16) ٭ السؤال الثالث: أمّي كبيرة في السنّ ومريضة وهي تعيش بمفردها في منزلها, وعندما أريد أن أزورها للاطمئنان عليها تنشأ المشاكل بيني وبين زوجي ويمنعني من زيارتها للاهتمام بها. ما حكم الشرع في ذلك؟ الجواب: اعلمي أيتها البنت الكريمة أنه لا يجوز لزوجك أن يمنعك من زيارة أمك المريضة للاهتمام بها والاطمئنان على صحتها خاصة وهي تسكن بمفردها وهذا يدخل في باب الإحسان إلى الوالدين الذي أمر به الدين, وعلى الزوج أن يعلم أن في سعادة زوجته واطمئنان بالها وخاطرها على والديها سعادة له ولأبنائه. وأنه ينبغي له أن يعين زوجته على الطاعة، ومنها: برّها بوالديها، والقيام على رعايتهما عند الحاجة. ٭ السؤال الرابع: أنا أمّ توفي زوجي منذ 15 سنة وترك لي أبناء أفنيت عمري في تربيتهم ولكن لا يحترمونني ولا يسمعون نصيحتي ويتفوهون أمامي بكلام بذيء وجارح وكلّما أنهاهم عن أفعال قبيحة فإنهم يقولون لي هذا ليس شغلك.ماذا أفعل مع هؤلاء الأبناء إني محتارة ؟ الجواب لا شكّ أنّ هذه الكلمات الصادقة والصادرة من قلب هذه الأمّ المسكينة تدلّ على مدى لوعتها من أبنائها الذين لم يراعوا حقوق أمهم ولم يبادلوها الحبّ والاحترام بل عاملوها بالقسوة والجفاء. على كل حال ما أنصحك به أيتها الأمّ الكريمة أن تستمري في نصحهم وتوجيههم والدعاء لهم فإن دعاء الوالدة مستجاب، فقد روى البيهقي من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال: قال صلى الله عله وسلم:(ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر) واحذري أن تدعي عليهم فيستجاب لك، فيزداد سوؤهم وشقاؤهم وليجدوا فيك الرحمة والحنان, وعليك أن لا تيأسي واعلمي أن استمرارك في نصحهم والدعاء لهم بالهداية ولو لم يستجيبوا فيه أجر عظيم، ثم ما يدريك لعلهم يتقون، فإن القلوب بين يدي الرحمان يقلبها كيف يشاء. ٭ السؤال الخامس: هل يجوز للحاج المحرم على جبل عرفات أن يضع على جسمه غطاء أثناء نومه خاصة أن البرد يشتد في الليل؟ الجواب اعلم أيها السائل أنه يجوز للمحرم التدثر بالغطاء إذا أحس بالبرد أو خاف أن يتعرض لنزلة برد خاصة أثناء النوم شريطة أن لا يغطي رأسه. فإن شق عليه عدم تغطية رأسه ليلاً لشدة البرد، فله أن يغطيه ويفتدي، والفدية هي: ذبح شاة أو إطعام ستة مساكين أو صيام ثلاثة أيام.