تحت اشراف السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث، انطلقت أمس الأول الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية. الحفل الافتتاحي احتضنه المسرح البلدي بالعاصمة وحضره جمع غفير من نجوم الفن السابع وصناع السينما اضافة الى حضور اعلامي مكثف من الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية التونسية والعربية والاجنبية. تساؤلات وعلى عكس كل الانتظارات غابت المظاهر الاحتفالية والبهرج لتترك مكانها الى البساطة، فقد اختارت هيئة المهرجان ان يكون حفل الافتتاح عاديا بلا بهرج ولا ابهار، فاكتفت بتقديم عام لمحتوى التظاهرة وتصوراتها وتكفل بذلك الثنائي ظافر العابدين وكنزة الميلادي، فقدما أعضاء لجان التحكيم لمختلف المسابقات تخلل هذا التقديم وصلات موسيقية غنائية للمطربة اللبنانية سيرين ومطرب من غينيا. هذه الوصلات الغنائية أثارت حفيظة الحضور التونسي الذي تساءل عن سبب غياب موسيقي أو مطرب تونسي في هذا الحفل؟ صحيح أن أيام قرطاج السينمائية تظاهرة عربية افريقية، لكنها تونسية في المقام الأول وبعثت من أجل التعريف بالمخزون الثقافي التونسي السينمائي وغيره من التعبيرات الفنية الأخرى. نقطة أخرى لفتت انتباه الحضور وهو غياب سينمائي تونسي ضمن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، حيث يمثلنا في هذه اللجنة الموسيقى أنور براهم الذي نعتبره فنانا كبيرا ومبدعا نعتز بكونه تونسيا، لكن كنا نفضل لو كان الى جانبه في هذه اللجنة مخرج أو ممثل تونسي. ختم الحفل السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثاقفة والمحافظة على التراث بكلمة جاء فيها بالخصوص «اننا نستعد الليلة لافتتاح دورة استثنائية دورة تعقد في سنة أعلنها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي سنة وطنية للسينما في اطار خماسية الثقافة ويشهد فيها القطاع انطلاق عدة اصلاحات لعل ابرزها تنويع مصادر تمويل الانتاج باحداث مركز وطني للسينما وانعاش قطاع التوزيع بتأهيل القاعات وبالتحفيز على احداث مركبات جديدة متعددة القاعات والشاشات».. وأضاف الوزير «هي دورة تعقد في سنة أعلنتها الأممالمتحدة كسنة دولية للشباب بمبادرة من رئيس الجمهورية التونسية وستشهد تنظيم مسابقة وطنية خاصة بالأفلام القصيرة وجلها من ابداعات جيل جديد من السينمائيين التونسيين الشبان...» كما أكد السيد عبد الرؤوف الباسطي على أن هذه الدورة ستشهد ولأول مرة وبمبادرة كريمة من سيدة تونس الأولى السيدة ليلى بن علي رئيسة منظمة المرأة العربية مسابقة خاصة لاسناد وجائزة رئاسة منظمة المرأة العربية لأفضل شريط يتناول قضايا المرأة في العالم العربي. بعد كلمة وزير الثقافة والمحافظة على التراث، فسح المجال لعرض فيلم الافتتاح وهو شريط رجل يصرخ من التشاد، اخراج محمد صالح هارون، تدور أحداث هذا الفيلم الحائز على جائزة لجنة تحكيم مهرجان كان في دورته الأخيرة حول شخصية آدام وهو بطل سابق في السباحة يشرف على حوض سباحة بنزل فاخر بنجامينا يباع النزل لمستثمرين صينيين فيضطر «آدم» لترك مكانه لابنه ابدال. إذن انطلق عرس السينما في حفل لم يكن في حجم انتظارات أهل السينما، ولم يكن في حجم الحدث خصوصا وأننا نحتفل بالسنة الوطنية للسينما. وهي بذلك دورة استثنائية كما قال السيد الوزير لكن قد تتدارك الهيئة هذه الاخطاء في حفل الاختتام، ورجاؤنا أن تكون مضامين مختلف الاقسام في المستوى الذي ينسينا خيبة حفل الافتتاح الذي افتقد الى كل ما هو مشهدي باستثناء شريط «رجل يصرخ».