تفجرت في الآونة الاخيرة فضيحة هزت أركان ال«فيفا» متعلقة برشاو من بعض الدول الراغبة في تنظيم مونديال 2018 الى بعض الأشخاص المؤثرين في هذا الهيكل لكسب أصواتهم عند التصويت النهائي لاختيار البلد الذي سينظم المونديال المذكور هذه الفضيحة هلي ليست الاولى في تاريخ ال«فيفا» وبكل تأكيد لن تكون الاخيرة طالما ان العلاقات والنفوذ يفعلان فعلهما لصنع القرار الذي هو طبعا غير مناسب ولصالح من لا يستحق. الفضائح غير مرتبطة بالفيفا فقط بل ان ميزة هذا الهيكل تتمثل في عدم السكوت عن الفضائح اذا ما تم كشفها ففي الاتحاد الافريقي لكرة القدم الفضائح متكررة ومتجددة مع كل موسم ومع كل مناسبة وبخلاف الفيفا نادرا ما يتم التحقيق بشفافية اذا ما كشفت هذه الفضيحة بل يتم الالتفاف على تفاصيلها لتسقط في مهب النسيان او التناسي. أهم الفضائح التي لوثت تاريخ ال«كاف» كانت مرتبطة أساسا بالتحكيم فحكام القارة السمراء غيروا بصفاراتهم مسار ألقاب عديدة وهذا غيض من فيض هذه الفضائح. تعيينات غريبة مباراة الترجي والأهلي ذهابا وإيابا كثر عنها الحديث والاتهامات لكن لسائل ان يسأل لماذا اختار الاتحاد الافريقي كل من عادل الراعي في الذهاب وجوزيف لامتي أودرتي لأصعب وأهم مقابلتين وكلاهما حكم بلا تاريخ او اسم في افريقيا.. الاتحاد الافريقي اعتاد وهذا هو المنطق اذ يختار الحكم المناسب صاحب الخبرة والاسم للمباراة الاهم على غرار ما فعل في الجزائر والجنوب افريقي جيروم دامون الذي قاد مباراة القبائل ومازمبي والسينغالي بادارا وكلاهما سبق وشارك في نهائيات أمم افريقيا بينما لا عادل الراعي ولا جوزيف لامتي سبق وشارك في النهائيات الافريقية. كي تشونغ لم تنفعه علاقاته ليم كي تشونغ الحكم الموريسي المشهور قاد عشرات المباريات الكبيرة في القارة السمراء للمنتخبات والنوادي أهمها بكل تأكيد نهائي 1994 في تونس ما بين نيجيريا وزمبيا ونهائي نفس السنة في نفس الملعب اي المنزه ما بين الترجي والزمالك. الحكم المذكور كان تحكيمه يرافقه دائما جدلا كبيرا واحتجاجات أكبر وأخطاء فظيعة أحيانا لكن كانت له حماية وحصانة كبيرة حتى جاءت مباراة للرجاء المغربي في الدارالبيضاء يومها اتخذ عديد القرارات العكسية مما سبب في عنف واحتجاجات فسلط الاتحاد الافريقي عقوبة بعام وكانت بداية النهاية للرجل. «الماتادور» يسقط الغندور جمال الغندور الحكم المصري الكبير والشهير على غرار أغلب الحكام وقع في أخطاء فظيعة جدا في افريقيا وبما ان للغندور علاقات كبيرة الى جانب كونه حكم ممتاز للغاية فقد جمد الصومالي الراحل فرح عدو نشاطه مد عام حيث أبعده عن قيادة المباريات لكن دون ان تصدر ضده عقوبة صريحة. الغندور فعل ما أراد في نهائيات كوريا واليابان وكان سببا مباشرا في هزيمة اسبانيا وترشح كوريا ووقتها وجهت تهما خطيرة للحكم الغندور وكانت نهايته التحكيمية. «عدّو» عدو النزاهة رئيس لجنة الحكام السابق والراحل فرح عدو هو من زاد في افساد الحكام والتحكيم في القارة السمراء. عدو كان يعين الحكام حسب طلب أصحاب النفوذ والرجال الأقوياء او لنقل رؤساء النوادي الذين تربطه بهم علاقة «بزنس». فرح عدو أصدر في شأنه الاتحاد الدولي عقوبة الابعاد عن كل لجان الاتحادين الدولي والافريقي وحتى عيسى حياتو صديقه المقرّب لم يستطع ان يفعل له اي شيء غير طلب العفو له من بلاتر بعد مواسم من اصدار العقوبة. دياكيتي يعرف من أين تؤكل الكتف!! دياكيتي أمادو المالي الذي يرأس لجنة الحكام بالاتحاد الافريقي والعضو الفاعل في لجنة الحكام بالاتحاد الدولي وهو نائب للكامروني العجوز عيسى حياتو... دياكيتي نفوذه واسع فهو يشبه بفرح عدو في كل شيء العلاقات الكبيرة والكسب غير المشروع على حساب الحكام ودياكيتي يعرف ماذا يفعل وكيف يستفيد من تعيين الحكم المنساب للرئيس المناسب وليس للقاء المناسب. من يعرف دياكيتي جيدا يدرك انه رجل أعمال كبير جدا وهو رجل مثقف وعلاقاته كبيرة ومتشعبة. نزاهة الحيمودي لم تعجب حياتو جمال الحيمودي هو واحد من الحكام الذين برزوا في الاعوام الاخيرة وشارك في قيادة اللقاءات الكبيرة للمنتخبات والنوادي وتم الاختيار عليه ليقود نهائي سنة 2008 ما بين غاروا النادي الكامروني الذي يشجعه عيسى حياتو والأهلي المصري في القاهرة. وفي مباراة الاياب انتهت المباراة بالتعادل (2/2) وتعرض الحكم لجميع الضغوطات قبل وأثناء اللقاء.. ثم جاء التجميد لمدة عام كامل بعد ذلك النهائي وحرم الحكم من المشاركة في نهائيات 2010 لأن فريق الرئيس حياتو لم يتوج باللقب. إبعاد البريء وترك المذنب الحكم الدولي السابق ناجي الجويني وباعتباره متواجدا في لجنة التحكيم الافريقية ومراقب مباريات في الفيفا تم تعيينه لمعاينة الطوغولي «جاووب كوكو» وفي تلك المباراة كان الحكم الافريقي خارج الموضوع وغير النتيجة وكتب الجويني تقريرا للاتحاد الدولي وتم التحقيق الموجه في الكاف وبما ان للطوغو الرجل الحديدي «الجنيرال» ميمان صديق عيسى حياتو الوفي فقد تم ابعاد الجويني عن لجنة الحكام بالاتحاد الافريقي، فبقي الحكم وأبعد المراقب. «ما يطيّح الرطل كان الكيلو»!! الحكم كوفي كودجا يمكن ان نكتب كتبا حول ما فعله فهذا الحكم الذي كان يستعين به الاتحاد الافريقي دائما هو صاحب الرقم القياسي في قيادة المباريات في نهائيات أمم افريقيا.. غيّر عديد النتائج وسبّب في تتويج أكثر من ناد على حساب آخر.. فعل كل ما أراد واشتهى وهو الحكم الذي يعرف انه مسنود جدا حتى اصطدم بالحاج روراوة رئيس الاتحاد الجزائري وعضو الاتحاد الافريقي والدولي رورارة هو واحد من الرجال العرب الأقوياء وصاحب النفوذ الكبيرة والعلاقات المتعددة ليست الرياضية فحسب بل حتى السياسية روراوة خلص افريقيا من كودجا تماما. الخمر هي السبب كانت الجزائر تملك حكما أكثر من رائع وهو كريم داحو يمتاز بالذكاء والاناقة والقدرة الكبيرة على السيطرة على اللاعبين لكن داحو كان ينزل للمباراة وهو مخمور وهذا الحكم كان يرافق مبارياته كلام كثير جدا حتى جاءت مباراة في صنف الاواسط ما بين المغرب ومصر اللقاء كانت نتيجته هامة ومهمة لكن كريم داحو يومها حوّل المنتصر الى منهزم والعكس، وأصدر الاتحاد الافريقي عقوبة في شأنه مدتها سنة. الجرم موجود والدليل مفقود الحكام ليسوا معصومين من الخطإ بل لنقل أنه من حقهم ان يخطئوا والحكم الافضل كما يقال هو من يخطئ أقل على شرط ان لا تكون أخطاؤه مؤثرة.. لكن هناك حكام يقعون في أخطاء ويعلنون عن قرارات ظالمة وجائرة ضد من لا يدفع او لمصلحة من يدفع اكثر او يكون له جاه ونفوذ وأشياء أخرى. الراشي موجود والدليل مفقود لأنه من الصعب بل من المستحيل ان يضبط الحكم متلبسا بفعلته لأن الطرق مختلفة.