أكد رئيس حزب «الأمة» السوداني المعارض الصادق المهدي ان الأوضاع في البلاد تقف عند مفترق طرق وتستدعي من الجميع الالتزام بتنفيذ استفتاء تقرير المصير في موعده محذّرا من «حمام دم» في حال عدم نزاهة الاستفتاء ومؤكدا ان الولاياتالمتحدة تبيع الوهم للجنوبيين بقولها إنها ستجعل دولتهم في حال انفصالها نموذجا ناجحا. وتطرّق المهدي في لقاء بمشاركة عدد من الديبلوماسيين والخبراء الى نبذة تاريخية عن فكرة انفصال الجنوب عن الشمال في السودان منذ عهد الاستعمار البريطاني وتكرارها على ألسنة ساسة جنوبيين في فترات مختلفة. عيوب نيفاشا وأضاف المهدي أن: «من عيوب اتفاقية «نيفاشا» أنها جعلت الانفصال جاذبا بموجب بروتوكولين.. أولهما بروتوكول «ميشاكوس»، الذي قسم البلاد على أساس ديني، (شمالا للشريعة وجنوبا للعلمانية)، والثاني بروتوكول تقاسم الثروة، الذي خصص للجنوب 50% من إيرادات بتروله مما يجعل للجنوبيّ حافزا للانفصال ليحتفظ بكل إيرادات نفط الجنوب، ونرى أن الأفضل يكمن في أن يخصص للجنوب نصيبه من الثروة القومية». واتهم رئيس مجلس الأمة السوداني المعارض مفوضية الاستفتاء بأنها منقسمة على نفسها، واستنكر توقيت الاستفتاء، مشيرا إلى أن الميزانية المطلوبة لعمله لم تدفع حتى الآن. وقال إن: «هناك خلافا حول كيفية التصويت لما بين 1 إلى 2 مليون جنوبي في الشمال، ولحوالي 2 مليون جنوبي في المهجر عبر إدارة مستقلة عن سفارات السودان لم تؤسس بعد». وحذّر الصادق المهدي من تأخر حسم ملفات هامة بين الشمال والجنوب من بينها الجنسية، والعملة، والمخابرات، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، والأصول والديون، وحقول النفط. وكشف أن هناك نقاطا حساسة قابلة للالتهاب مثل تبعية الجبلين ما بين «الرنك» و«النيل الأبيض» وما يشكله من خلاف بين «دينكا أبيلانق» وقبائل رعوية مثل سليم والصبحة والأحامدة ونزى ورفاعة. آمال البشير وكان الرئيس السوداني عمر البشير أعرب عن أمله في ان يفضي الاستفتاء القادم في جنوب السودان الى وحدة طوعية. وقال البشير في كلمة في دورة الانعقاد الثانية للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي في الخرطوم امس الاول إن السودان قدم نموذجا حضاريا متقدما للعالم بتوقيع اتفاقية السلام الشامل وتنفيذ بنودها داعيا إلى ضرورة استدامة السلام وعدم التفريط فيه مادامت فرص الحوار متاحة وآلياته متوفرة. وأضاف البشير أن هناك استراتيجية جديدة لتحقيق السلام والأمن والتنمية في دارفور والتي حظيت بتأييد أهل دارفور واستحسان المجتمع الدولي. وينص اتفاق السلام الشامل في السودان المبرم في نيفاشا بكينيا في 2005 والذي أنهى الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه على إجراء استفتاءين في جانفي المقبل يتعلق الأول بما إذا كان الجنوب سينفصل عن الشمال ويعلن دولة مستقلة، والآخر يتعلق بما إذا كانت منطقة أبيي الغنية بالنفط ستنضم للشمال أم للجنوب.