إذا استثنينا مباراة الملعب التونسي والترجي الرياضي التي تأجلت إلى يوم 6 نوفمبر القادم وذلك لتوفير الظروف الممهدة لنجاحات الترجي الرياضي ممثل الكرة التونسية في الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية فإن بقية المقابلات الست الأخرى تمت بين يومي السبت والأحد وكشفت عن أسرارها ليكون النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي من أكبر المستفيدين في هذه الجولة السابعة لذهاب بطولة الرابطة المحترفة الأولى... هذه الجولة وضعناها تحت مجهر اللاعب الدولي السابق والمدرب المحايد حاليا محمد علي التباسي فكانت قراءته لها كالآتي: النادي الإفريقي النجم الساحلي: الإفريقي أكثر واقعية وإصرارا أعتقد أن هذه المباراة كانت بمثابة القمة قبل خوضها غير أن الإفريقي الذي كان واقعيا أكثر من النجم الساحلي وثابتا أكثر على عدة مستويات بما في ذلك خط وسط الميدان الذي تم افتكاكه والسيطرة عليه في ظل تألق «ألاكسيس» مقابل محاولة اعتماد الضيوف الكرات الطويلة التي لم تكن ناجعة ولذلك كان الانتصار لمن كان له الإصرار والحضور أكثر وهو النادي الإفريقي الذي استغل أيضا تراجع وتذبذب لاعبي النجم في هذه المقابلة... مستقبل المرسى نادي حمام الأنف: التعادل عادل... هي مقابلة طغى عليها الحماس والاندفاع البدني وخاصة من جانب المحليين الذين كان عزمهم أكبر على الخروج بنقاط اللقاء وفي المقابل فإن نادي حمام الأنف يبقى له الفارق في إبداعات أنيس بن شويخة الذي يخلق التذبذب والتردد في صفوف الفريق المنافس ومن جهة ثانية فإن الحارس حسان البجاوي له دوره الفعال في الخط الخلفي للمحليين لذلك كان التعادل عادلا في ظل أرضية ميدان ممزقة ومحفرة وصغيرة. الشبيبة القيروانية أولمبيك باجة: لقاء التناقضات يمكن اعتبار مقابلة الشبيبة القيروانية وضيفها الأولمبي الباجي بمثابة لقاء التناقضات حيث لو تم مثلا اعتبار الهدف الذي حققه الفريق المحلي لأمكن التأكيد على بعثرة أوراق الفريق الضيف وسيطرة المحليين غير أن الضيوف وبعد ذلك لم يترددوا في التأكيد أنهم جاؤوا لإبراز إمكاناتهم والرجوع بنقطة التعادل وفي المقابل فإن سيطرة المحليين كانت عقيمة مما سيجعل أوراقها مبعثرة بعد تفريطها في عديد النقاط على قواعدها... أمل حمام سوسة قوافل قفصة: نقطة إيجابية لقفصة أعتقد أن قوافل قفصة تحولت إلى حمام سوسة من أجل غلق كل النوافذ والأروقة وذلك من أجل العودة بنقطة التعادل واعتماد الهجومات المعاكسة خاصة أن المحليين يجيدون اللعب داخل وخارج القواعد رغم بعض الهشاشة التي مازالت مسيطرة على بعض لاعبيهم وهو ما جعل اللعب يكون في صالح أبناء روبارتينهو رغم تقدم الضيوف على مستوى التهديف وبالتالي فإن النقطة التي عاد بها الضيوف تعتبر إيجابية وفي صالحهم... النادي البنزرتي الترجي الجرجيسي: سقوط جرجيس في فخ الهزيمة... الفوز الذي خرج به النادي البنزرتي يعتبر تأكيدا للسلسلة الوردية التي يعيشها المحليون منذ فترة غير بعيدة وفي المقابل فإن جرجيس لم تعرف كيف تتعامل مع المباراة كما أنه برز فيها عنصر الضعف على مستوى محور الدفاع هذا فضلا عن التكبيل الذهني الذي يعيشه لاعبو ترجي جرجيس وكل هذا مهّد للسقوط في فخ الهزيمة أي أن انتصار البنزرتي كان مستحقا. مستقبل قابس النادي الصفاقسي: الضيوف عرفوا التعامل مع الميدان والمباراة... أولا لا بد من التوضيح أن الملعب لم تكن أرضيته صالحة لممارسة كرة القدم غير أن الحكم أراد غير ذلك وأعلن انطلاق المقابلة رغم أن الوضعية تعتبر مؤثرة حتى على سلامة اللاعبين وكل هذا يخرج المدربين من المهمة باعتبار أنه لا يمكن رسم أي خطة تكتيكية لهذه المباراة وفي المقابل فإن «السي آس آس» وبحكم خبرته عرف كيف يتعامل وبذكاء مع هذا اللقاء فكان حذرا من جهة ومباغتا للمناطق الخلفية للمحليين ومن جهة أخرى فإن وضعية المستقبل الرياضي بقابس تعتبر حاليا صعبة ولا بد من التدارك خاصة أن لاعبيه وبقدر ما نجد منهم المتألق فإنهم في حاجة إلى التعزيز خلال «ميركاتو» الشتاء.