انضباط مفقود.. تسيب.. تمرد.. خلافات.. وعقوبات.. تلك هي هموم الشبيبة مع بداية كل موسم.. نفس المعاناة.. ونفس المشاكل والصعوبات.. عوائق بالجملة.. اتهامات متبادلة.. فمن المسؤول..؟ هل المشكل في العدد الهائل من الانتدابات، واشتراط بعض اللاعبين الذين يرون في أنفسهم أنهم أكبر من الشبيبة ضرورة التواجد في التشكيلة الأساسية مهما كانت الوضعية والجاهزية، وهذه ضريبة انخراط الشبيبة في حمى الانتدابات وتخلّيها عن أبنائها من المواهب الشابة خاصة ان «الجي. آس» أقدمت على انتداب ما لا يقل عن 18 لاعبا هذا الموسم بما في ذلك تجديد العقود وهو رقم مفزع يؤكد أن الشبيبة تخلت عن هويتها ودخلت بدون ضمانات سوق الانتدابات الفاشلة وهو ما أوصل وضع الفريق الى ما هو عليه هذا الموسم وطيلة المواسم الاخيرة، أم المشكل في العوائق التسييرية التي زادت في هموم الجمعية؟ المدرب الحبيب الماجري فشل في البداية ومنذ توليه الاشراف على حظوظ الفريق في فرض الانضباط خاصة ان الرجل معروف بصرامته وحزمه وكان اختيار أهل القرار في الشبيبة على الماجري مقصود لوضع حد لحالات التسيب التي عرفها الفريق في الموسم الفارط.. والفشل مرده وضع بعض اللاعبين اليد في اليد قصد الاطاحة بالماجري ولي عصا الطاعة، فدخل في صدامات مع بعض الاسماء وكانت النتيجة انسحابه بعد هزيمتين امام الامل الرياضي بحمام سوسة والملعب التونسي. ثم جاء المدرب سفيان الحيدوسي فواجه نفس الصعوبات تقريبا وكاد الرجل ان يرمي المنديل وينسحب في أكثر من مرة لولا فيتو الهيئة وتمسكها بخدمات الحيدوسي الذي قال عنه بعض اللاعبين انه جاء لتصفية حساباته مع البعض وهذا في اعتقادهم جوهر القضية وجوهر بعض الخلافات أو سوء التفاهم الذي حصل خاصة مع اللاعب حسين جابر في البداية ثم عقيد دخيللي واقبال الرواتبي ووليد التايب وأخيرا الحارس صابر بن رجب. «الشروق» اتصلت بالمدرب سفيان الحيدوسي وبعض اللاعبين المغضوب عليهم لوضع النقاط على الحروف حول مسألة الانضباط داخل الفريق فكانت الردود كالآتي: سفيان الحيدوسي : كرة آخر زمان اللاعب يتمرّد.. يتخاذل.. لا ينضبط.. يفعل ما يريد.. ويعتقد نفسه فوق كل العقوبات.. هل يعقل هذا.. انها كرة آخر زمان والغريب أن مثل هؤلاء اللاعبين يجدون من يسمعهم ويدافع عنهم رغم ماضيه الأسود.. ماذا تريدونني أن أقول..؟ وبماذا تريدونني أن أصرّح..؟ عيب وا& ما يحدث.. هل تريدون ان «نسيّب الماء على البطّيخ..» فلا انضباط.. ولا احترام للقانون الداخلي.. ولا مجهود خلال التمارين والمباريات.. ولا احترام للإطار الفني والمسؤولين والجمهور، أنا لا أفعل الا ما يمليه عليّ ضميري.. ولا يمكن ان أساوم أبدا مع الانضباط واللاعبون الذين تعرّضوا الى عقوبات هم يستحقونها بالتأكيد، فأنا لا أشرف على التمارين بمفردي، والاطار المسيّر على علم بكل كبيرة وصغيرة وهو الذي يتخذ القرارات والعقوبات.. هنالك بعض اللاعبين أصواتهم مسموعة في الاعلام والصحافة.. ولكن أقدامهم وأذهانهم غير موجودة في الملعب ويريدون ان يلعبوا في التشكيلة الأساسية.. فهل يعقل هذا يا عباد ا&. اقبال الرواتبي : فاجأني الحيدوسي لا اعتقد أني أخطأت في حق الشبيبة ولا في حق المسؤولين او الجمهور وخاصة المدرب سفيان الحيدوسي الذي فاجأني بردة فعل غير مقبولة أمام زملائي اللاعبين الذين يصغرونني سنّا.. استفزّني الحيدوسي، فلم أرد الفعل، ولكني خيّرت الانسحاب من الحصة التدريبية قبل مباراة حمام الانف في صمت.. فلم يكفه ذلك فقد قرر تجميدي وابعادي عن حظيرة الفريق والالتحاق بصنف الآمال، وعدم دعوتي للمشاركة في التربصين الاخيرين واعلانه صراحة عبر وسائل الاعلام انه ليس في حاجة الى خدماتي.. تصرّف غريب من مدرب يبدو انه جاء لتصفية حساباته مع بعض اللاعبين. عقيد دخيللي : بريء... بشهادة جميع من يعرفوني وخاصة زملائي اللاعبين فإني أقوم بواجباتي على أحسن وجه، ولم يصدر منّي ما من شأنه ان يجعلني في خلاف مع المدرب سفيان الحيدوسي لكنني أجد نفسي في كل مرة بعيدا عن التشكيلة ورغم أني كنت أساسيا في الموسم الفارط مع المدرب مراد محجوب رغم ذلك لم أرد الفعل.. وكنت أتقبل قرارات المدرب بصدر رحب، لكن ما راعني خلال المباراة الاخيرة أمام الأولمبي الباجي أن ألحقني بفريق الآمال، وهو ما حزّ في نفسي كثيرا.. فأنا جئت للشبيبة من اجل اللعب في صنف الأكابر وتقديم الاضافة، وما عدا ذلك فإني أرفضه. حسين جابر : انقشعت الغيوم حصل بيني وبين المدرب سفيان الحيدوسي خلاف بسيط خلال أحد اللقاءات الودية وسرعان ما تم تطويق المسألة وعادت المياه الى مجاريها.. وإن شاء ا& «ربّي يبقّي علينا الستر» وتبقى الاجواء صافية بيني وبين جميع الأطراف، خاصة أني أريد أن أقدّم موسما طيبا مع الشبيبة وأساهم في انجاح مسيرتها هذا الموسم على غرار الموسم المنقضي. وليد التايب : جلسة مصالحة جلست مؤخرا على انفراد مع المدرب سفيان الحيدوسي بعد سوء تفاهم بسيط حصل بيني وبينه خلال تربص المنستير، وقد حصلت المصالحة وأنا الآن أتدرب مع الفريق بعد ان تم إلحاقي بصنف الآمال خلال الفترة الاخيرة.. وليس لي اي خلاف الآن مع الحيدوسي لأن بعض المشاكل تم تجاوزها.. والمهم تظافر جهود جميع الأطراف لوضع مصلحة الشبيبة فوق اي اعتبارات أخرى بعيدا عن المصالح الشخصية والحسابات الضيقة، فلابد من وضع اليد في اليد وترك كل المشاكل جانبا لإعادة الشبيبة الى السكة الصحيحة. رضا العلويني تجديد الثقة في الحيدوسي وبن رجب أمام مجلس التأديب جماهير الشبيبة الغاضبة على بعض القرارات التحكيمية حافظت كعادتها على هدوئها ولم يصدر عنها اي تجاوزات من شأنها ان تخل بميثاق الرياضي أحباء الأخضر والأبيض يتألمون في صمت وهم لا يريدون من قضاة الميدان الا الانصاف والعدالة الكروية، ويناشدون رئيس لجنة التحكيم مواصلة الضرب بقوة على أيادي العابثين مع شدة التحري في مسألة التعيينات لوضع حد لبعض التجاوزات. رغم النتائج السلبية والصفعات الموجعة وتواجد الفريق في المرتبة الأخيرة برصيد 5 نقاط بعد مرور 7 جولات من سباق البطولة، فقد أكدت الهيئة المديرة في اجتماعها الأخير تمسّكها بخدمات المدرب سفيان الحيدوسي وتجديد الثقة في شخصه لمواصلة الاشراف على حظوظ الشبيبة لاقتناعها بالعمل الكبير الذي يقوم به هذا الفني الكفء الذي أعطى طابعا مميّزا للفريق وفرض اسلوب تصرف وتعامل راق مع اللاعبين في إطار من الانضباط والجدية، فلا أحد فوق المحاسبة ومن أراد الخروج عن انضباط المجموعة واجه عقوبات صارمة على غرار حسين جابر وإقبال الرواتبي ووليد التايب وصابر بن رجب... اما على مستوى النتائج فإن الحظ وعديد الظروف أدارت ظهرها للفريق وجعلت الشبيبة تفرّط في عديد النقاط على غرار العقم الهجومي والأخطاء التحكيمية المهم ان هنالك ارتياحا لدى الأحباء لنوعية الأداء وطريقة التعامل مع بعض الأسماء وهذه المؤشرات تؤكد ان الشبيبة ستكسب رهان النتائج في قادم الجولات تحت قيادة المدرب سفيان الحيدوسي. بن رجب أمام مجلس التأديب مشاكل الحارس صابر بن رجب هذا الموسم مع الشبيبة صارت مثل كرة الثلج تكبر كل يوم حتى ان أهل القرار والاطار الفني أكدوا أن هذا الحارس لم يعد له مكان في الفريق... فهل صارت أيام بن رجب مع الشبيبة معدودة؟ وهل أصبح وجود صابر في «الجي.آس.كا» حملا ثقيلا على الجهازين الفني والإداري بسبب شطحاته وخروجه عن سكة الطاعة وضربه عرض الحائط بمسألة الانضباط داخل المجموعة؟ تساؤلات كثيرة كشفتها طريقة تعامل بن رجب مع مدربه سفيان الحيدوسي ليلة مباراة الشبيبة والاولمبي الباجي وهو ما جعله يغادر النزل دون مراعاة اي طرف رغم أهمية المباراة وتأثير هذا القرار على الأجواء العامة داخل الفريق.. لجنة العقوبات قامت بدعوة الحارس صابر بن رجب للمثول عشية امس (الثلاثاء) امام مجلس التأديب لسماع توضيحات وتقديم مبررات لتصرفاته من قبل عدد من أعضاء اللجنة... علما وأن تصريحات الحيدوسي ورئيس الجمعية حول الموضوع تؤكدان أن الحارس صابر بن رجب اصبح اكثر من اي وقت مضى قريبا جدّا من باب الخروج وبالتالي حصول القطيعة التي توقّعها الجميع منذ مدة.. من البديل؟ بعض الأطراف المسؤولة عن الانتدابات في الشبيبة وبالتنسيق مع الإطار الفني بدأت تفكّر في معوّض للحارس صابر بن رجب رغم تألق الحارس بلال السويسي القادم من مدرسة النادي القربي وذلك بعد خوضه تجربة طويلة مع الترجي الرياضي التونسي والذي من المؤكد انه سيواصل حراسة شباك الشبيبة في قادم الجولات وهي فرصة لتأكيد حسن استعداداته وجدارته بحراسة مرمى الفريق... اهل القرار في الشبيبة دخلوا في اتصالات أولية مع حارسين يتمتعان بخبرة الرابطة المحترفة الأولى وقد كانا من أفضل الحرّاس على الساحة كما أنهما من بين الحراس الأحرار من اي التزام او ارتباط... وهما العربي الماجري وأيمن زيدان... مصادر «الشروق» تؤكد ان الاتصالات جارية مع الحارسين لانتداب احدهما خلال الفترة القادمة من تنقلات اللاعبين الميركاتو الشتوي .