الدوحة «الشروق»: من مبعوثتنا الخاصة نجوى الحيدري بالشعر والنشوة والانشاد... وبالمسرح والمتعة والابداع... أسدل الستار مساء أول أمس على فعاليات الأيام الثقافية التونسية بالدوحة التي انطلقت يوم الجمعة 29 أكتوبر 2010 بالعروض الموسيقية والسينمائية وبالمعارض التشكيلية والأدبية... وقد انطلقت احتفالية الاختتام بأمسية شعرية تونسية في الصالون الثقافي أثثها كل من الشاعرة جميلة الماجري والشاعر جمال الصليعي وقد أبدع الشاعران بل عانقا الابداع في ليلة هيجت المشاعر واهتز لها الوجدان. واستهلت الشاعرة جميلة الماجري قراءتها الشعرية بقصيدة خاصة بقطر تحية الى أهلها على حفاوتهم وكرم استقبالهم ثم تركت العنان لسلطان قلمها فنطقت بأرقى القصائد من الشعر القديم والحديث وبنفحات أندلسية وصوفية تتجلى فيها روح الانثى في خطاب مشبع بالأناقة والأنوثة وقد تساءلت في أحدى قصائدها: «ماذا أقول اذا هذه الدنيا مؤنثة؟» بلاغة وفخامة واذ ارتدت الشاعرة جميلة الماجري رقة الانثى في القائها لشعرها فإن الشاعر جمال الصليعي اعتمد الرجولة فكان لصوته صدى في أرجاء المكان فامتزجت البلاغة بالفخامة وقدم قصيدته الشهيرة «وادي النمل» التي يختزل فيها استحضارا للأساطير وفيها يقول: تلك بدايات الأشياء أو هكذا قيل لم تأخذ بعد نجوم الكون مواقعها... تنوع وثراء ليلة الاختتام كانت متنوعة فبعد الشعر استمتع جمهور قطر بالمسرح رغم حضوره المحتشم (الجمهور) وقدّم المسرحي المنصف السويسي مسرحية «ابن رشد اليوم» للمخرج محمد كوكة. وقد أبدعت المجموعة في الاداء وشد الجمهور وتكلّموا بالعربية الفصحى تخللتها بعض العبارات من الدارجة التونسية. مواقف تاريخية وتعمل هذه المسرحية على ابراز مجموعة من المواقف التاريخية في علاقتها بالواقع الى جانب التطرق الى بعض الأحداث والمشاغل المعاصرة مثل التسامح والتعصب على صراع ابن رشد مع معاصريه من رجالات الفكر والسياسة. العمل لا يخلو من الضحك وقد استطاع المنصف السويسي والممثلون المصاحبون له اضحاك الجمهور القطري ومده بمعلومات تاريخية عن ابن رشد كان يجهلها على حد تعبير أحد الحاضرين. وقد بدا الممثلون على قدرة عالية من الحرفية في أداء النص والحركة الجسدية رغم غياب ديكور يؤثث العمل وضعف الانارة. استفهامات من حضر مسرحية «ابن رشد اليوم» مساء أمس الأول بالمسرح الوطني القطري غادر وفي جرابه مجموعة من الاستفهامات لعل أبرزها «لماذا لا يتم استغلال هؤلاء المبدعين التونسيين في عمل جماعي قطري تونسي حتى تتاح الفرص أكثر لمشاهدة أعمال مسرحية ذات كفاءة ومرجعية فلسفية واقعية مثل «ابن رشد اليوم»؟ وهو ما أجاب عنه وزير الثقافة القطري الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري في تصريح خصّ به «الشروق» حيث أكّد أن التعاون الثقافي بين الدولتين سوف تظهر نتائجه في الأيام القليلة القادمة. نقائص رغم أن الأيام الثقافية التونسية بالدوحة كانت مميّزة وشاملة للمسرح والسينما والأدب والفنّ التشكيلي الا أن سوء التنظيم كان حاضرا خاصة من خلال تقسيم زمن العروض الذي كان متقاربا جدا مما ساهم في خلق صعوبات شوّشت أصحاب العروض والجمهور الحاضر. هكذا إذن نودّع الأيام الثقافية التونسية بالدوحة لكن لن نودّع هذا البلد الجميل الذي أثبت مدى قدرته على استيعاب كل ثقافات العالم بل ستتواصل المواعيد والملتقيات الثقافية بين البلدين خاصة أن هذه الايام قد عزّزت العلاقات الثقافية بين الدولتين.