يعتبر السيد عثمان محمد السعد الأمين العام لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية حاليا شخصية فارقة في الرياضة العربية طيلة العقود الماضية. لقد آمن الرجل بأن كل الخطوط والحدود الفاصلة بين البلدان العربية إنّما هي وهميّة طالما استخدم العرب الرياضة كوسيلة للالتقاء وتوحيد الأهداف والرؤى. «الشروق» التقت السيد عثمان السعد الذي تحوّل خصيصا إلى بلادنا بمناسبة احتضانها للبطولة العربية للدراجات النارية في دورتها الثانية فأكد ما يلي: «في البداية أريد التأكيد بأنني أفاخر بالتكريم الرئاسي الذي حباني به سيادة رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي وذلك في 8 مناسبات كاملة وهذه فرصة لأشيد بكل ما حققته الرياضة التونسية بفضل العناية المتزايدة من لدن سيادته ولا يختلف اثنان في أن الرياضة التونسية تتمتع بتجربة رائدة جدّا على مستوى التشريعات الرياضية. لقد لاحظت أن سيادته وضع الشباب ضمن اهتماماته الأولى وليس أدلّ على ذلك من مبادرته المميزة حتى يكون عام 2010 السنة الدولية للشباب ونحن لا يسعنا إلا أن نبارك هذه المبادرة الرائعة ليقيننا بأن الشباب يمثل الدعامة الأساسية في التنمية لذلك لم أتردد لحظة واحدة في الطلب من المشرفين على البطولة العربية للدراجات النارية بأن يجعلوا برنامج هذه الدورة مقترنا بالسنة الدولية للشباب التي أعتبرها شخصيا مبادرة تونسية خالصة». ماذا عن البطولة العربية للدراجات النارية؟ أمّا بالنسبة لاحتضان تونس للبطولة العربية للدراجات النارية في نسختها الثانية فقد قال السيد عثمان السعد: «شخصيا لاحظت أن كل البوادر التي رافقت هذه الدورة تحمل في طياتها مؤشرات إيجابية فقد حظيت هذه الدورة بتنظيم محكم وخصّنا الأشقاء في تونس باستقبال حار وقد عشت شخصيا لحظة ولادة الاتحاد العربي للدراجات النارية عام 2008 وبالرغم من أن هذه الرياضة عادة ما تتسم بارتفاع تكاليفها إلاّ أننا لاحظنا مع ذلك تطور المستوى الفني خاصة في ظل الاحتكاك المستمر بين المتنافسين صلب هذه الرياضة وهي من الرياضات التي تسمح باكتساب جملة من الخصال الجيدة مثل الجرأة وسرعة اتخاذ القرار والشجاعة.. وهو ما نحتاجه في حياتنا العامة... ومن جهة أخرى نحن نسعى دائما إلى تحقيق وحدة العمل العربي المشترك على الصعيد الرياضي ونتطلع إلى أن تكون كتلة أصواتنا ومواقفنا مؤثرة على الصعيدين القاري والدولي». وفي سؤال آخر عن مسابقة رابطة الأبطال العربية لكرة القدم التي احتجبت خلال هذا العام قال السيد عثمان السعد «مسابقة رابطة أبطال العرب ستعود إلى الواجهة من جديد عام 2011 ومن المؤكد أن تحافظ على الامتيازات والجوائز المالية نفسها إن لم تكن أكبر وأهم من السابق وذلك سعيا إلى الارتقاء بهذه المسابقة الإقليمية بعد النجاح الواضح الذي حققته في الفترة الماضية يذكر أن هذه المسابقة تخضع إلى عملية ما يمكن أن نسميه مناقصة أو مزايدة». مظالم التحكيم لم يكن بالإمكان الالتقاء بالسيد عثمان السعد دون معرفة موقف اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية من المظالم التي قد تتعرض إليها الفرق العربية وفي هذا الصدد قال: «أؤكد أن الفرق العربية تتمتع بمساندة عربية غير مشروطة عندما تطلب ذلك وعندما تواجهها بعض المظالم وفي هذا الصدد أشير إلى أن الهيئة العليا للتحكيم الرياضي ستبدأ عملها ابتداء من نوفمبر القادم والتي ستموّل أنشطتها من قبل الاتحاد العربي». «هذه مشاكل الرياضة العربية» تواجه الرياضة العربية العديد من العراقيل التي نتطلع إلى تجاوزها للارتقاء بمكانتها مستقبلا وفي هذا الصدد عدّد السيد عثمان السعد مشاكل الرياضة العربية فقال: «أوّل نقطة ينبغي الإشارة إليها تتمثل حسب اعتقادي في ضرورة العناية بالرياضة المدرسية والجامعية التي أعتبرها ركيزة أساسية لا مجال للاستغناء عنها لتطوير الرياضة العربية أما الأمر الثاني فيتمثل في ضرورة تخصيص اعتمادات مهمة لقطاع الرياضة في مختلف البلدان العربية بالإضافة إلى إعداد القيادات والبرامج والبنية التحتية واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة وكذلك العناية بمجال التشريع الرياضي، هذه كلها عوامل ضرورية للنهوض بالرياضة العربية وفي ختام حديثي أنوّه بالطلب الذي تقدم به السيد الصادق كوكة الذي أراد أن يجعل من تونس الأرض التي تحتضن مؤتمرا خاصا بالأمناء العامين للاتحادات العربية قصد تقريب وجهات النظر وذلك تجسيدا لاحتفالنا بالسنة الدولية للشباب... ومن جهة أخرى أعود لأتقدم بالتهنئة للشعب التونسي ورئيسه فخامة الرئيس بن علي بمناسبة الذكرى ال23 لتحول السابع من نوفمبر وشخصيا تجمعني علاقة خاصة جدا بتونس وأذكر أنني كنت ضمن أول وفد للشباب السعودي (حوالي 50 شابا) يزور تونس خلال فترة الثمانينات».