تونس التي كانت سباقة الى اشعال فتيل الثورة لتكون قبسا ينير درب الانسان العربي بين المحيط والخليج كانت مرة أخرى في الموعد رياضيا لتفتح احضان المرحبا للمدربين العرب الذين اجتمعوا على أرضها شاكرين أمانها. تعيش عدّة بلدان عربية حاليا على وقع الثورات والاحتجاجات وبحّت الحناجر في بعضها مطالبة بالحرية والكرامة ونالت تونس شرف قيادة هذه الثورات بعد أن شكلت أرضها الشرارة الاولى لحالة الغليان التي أبدتها الشعوب العربية تجاه حكامها وأعطت بلادنا درسا بليغا عندما احتضنت اللاجئين العرب بل واستقبلت كذلك بعض المدربين القادمين من العراق والمغرب وفلسطين وليبيا... وذلك بالرغم من حساسية المرحلة ودقتها حتى يتمكنوا من الحصول على الدرجة الثانية في التدريب ويوجهوا بذلك رسالة واضحة الى الغرب بأن الرياضة ستكون احدى الوسائل الفاعلة لدعم الوحدة العربية وإن كانت بعض المناطق العربية تواجه حالة من الحصار والدمار. «الشروق» تحولت الى المركب الرياضي ببرج السدرية وواكبت انطلاق الاسبوع الرابع الخاص بالحصول على الدرجة الثانية في التدريب الرياضي والذي يهم 45 مدربا أغلبهم من تونس بالاضافة الى بعض المدربين العرب القادمين من الدول العربية المذكورة وذلك تحت اشراف السيد الصغير زوية وتضم قائمة المدربين عدّة أسماء على غرار سفيان الفقيه وفريد شوشان ومراد المالكي وبناني الخميلي... وغيرهم. جعفر السلام (العراق): أخشى أن يتكرر سيناريو العراق في ليبيا... تحدثنا في بداية الأمر الى المدرب جعفر السلام القادم خصيصا من بلاد الرافدين فقال: «أريد أن أؤكد في البداية أنه تربطني علاقة وطيدة بتونس بحكم أنني تقمصت ألوان قوافل قفصة سابقا وأعرف جيدا أن تونس تعتبر من البلدان المتقدمة لذلك كان من الطبيعي ان تنجح في تنظيم مثل هذه التربصات وهي مناسبة لكي نؤكد بأن الرياضة لم تكن في يوم من الأيام منفصلة عن السياسة لذلك نطالب كرياضيين عرب بتوحيد الجهود لتحقيق الأمن والسلم في المنطقة العربية علما أنني أدرك جيدا أن الأوضاع في ليبيا الشقيقة قاسية جدا وأخشى أن يتكرر سيناريو العراق على الأراضي الليبية من بوابة التدخل الاجنبي... علما أنني بمجرد الحصول على ديبلوم الدرجة الثانية سأتمسك بالتدريب في العراق وهي مناسبة لأشيد ببعض الرياضيين التونسيين الذين نالوا اعجابي وفي مقدمتهم شكري الواعر واسكندر السويح...». عبد الرحمان الرمال (المغرب): نتطلع الى تمتين الوحدة العربية من بوابة الرياضة «أنا مواطن مغربي لكنني أقيم بالامارات العربية المتحدة وقد اخترت تونس للحصول على الدرجة الثانية في التدريب الرياضي نظرا لما تتمتع به من سمعة جيدة هذا فضلا عن سهولة التواصل مع المكونين وأعتقد أن العلاقات المغربية التونسية وطيدة وكمواطن عربي أتطلع الى التغيير الايجابي الذي بامكانه خدمة المواطن العربي ورسالتنا كرياضيين لكل العرب مفادها تمتين الوحدة وهي مناسبة لنطالب بتبادل الكفاءات واجراء الملتقيات والدورات المشتركة بين مختلف البلدان العربية وأشكر كذلك السيد الصغير زوية والجامعة التونسية لكرة القدم». سفيان الفقيه: سنضع اليد في اليد للنهوض بالرياضة العربية... كان اللاعب الدولي السابق سفيان الفقيه ضمن المدربين المتربصين وقد تحدثنا اليه فقال: «أعتقد أن هذا التربص تميّز بأجواء رائعة خاصة في ظل تواجد عدة جنسيات عربية وأكّدت بلادنا مرّة أخرى أنها تحسن وفادة كل من يزورها وشعرنا أثناء هذا التربص أننا نضع اليد في اليد للنهوض بالرياضة العربية... وقد لاحظت مؤخرا أن الكرة التونسية تمر بأزمة مالية خانقة وهو ما قد ينعكس سلبا على أداء اللاعبين هذا فضلا عن التوقف الاضطراري لنشاط الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم لذلك أعتقد أنه ينبغي أن نقوم باستعدادات جيدة لانجاح الموسم القادم وشخصيا أنتظر الحصول على الدرجة الثانية لأقتحم ميدان التدريب من أوسع أبوابه».