مع كل جولة ومنذ انطلاق بطولة هذا الموسم كان المدرب رشيد بلحوت على موعد للبحث عن بديل للاعب تم اقصاؤه أو للاعب تعرض الى اصابة ولا أدل على ذلك من تشريك 25 لاعبا على أقل تقدير الى حدود الجولة الثامنة بمن في ذلك 3 حراس مرمى... يعني أن كل الذين لهم عقود مع الأولمبي الباجي قد نالوا نصيبهم من المشاركة في المباريات الرسمية وهو ما سمح بالحديث عن ثراء الزاد البشري للأولمبي الباجي والأهم من ذلك تألق نسبي لوجوه جديدة تعاقد معها الفريق من أجل الاستفادة آجلا فكانت الاستفادة أسرع من المتوقع. فالمدافع الأيسر حمدي العابدي نضج قبل وقته وهو القادم من نسق الرابطة المحترفة الثانية مع منزل بورقيبة الذي غادر هذه الرابطة... وها هو يكتسب شيئا فشيئا صفة اللاعب الأساسي خاصة بعد خوضه مباراة بأكملها ضد النادي الافريقي وتسجيل الهدف الأول للأولمبي والتمهيد للهدف الثاني لفريقه... فالمعد البدني حباب الخلفي خلص العابدي من الكيلوغرامات الزائدة وبلحوت أحسن الى حد الآن توظيف خصال هذا اللاعب. الوزاني والحاج عمر وليس بالبعيد عن العابدي دخل متوسط الميدان مهدي بلحاج عمر في صميم الموضوع منذ مباراتين وبات يعول عليه كلما دعت الحاجة الى تشريكه... ومحمد الوزاني كان ثابتا واثقا من نفسه ضد النادي الافريقي وهي أول مشاركة رسمية له من بداية اللقاء الى نهايته بعد أن كان بديلا لبضع دقائق في بعض المباريات. الميساوي كبير بعضهم سخط على انتداب المهاجم نبيل الميساوي ب«تهمة» أن هذا المهاجم قد شاخ... الميساوي سمع ما سمع ولم ينطق بكلمة واحدة... وبعد عملية جراحية وراحة طويلة نسبيا شارك نبيل في مباراتين فقط جزئيا وتكلم بقدميه ورأسه وبهدف في كل مباراة حمل صفة «العالمية» ليرشح فريقه في الكأس ضد النادي القربي ويأخذ الأولمبي الاسبقية على النادي الافريقي مجبرا هذا المنافس على الجري وراء هدف التعادل... وهكذا فإن نبيل يلعب وينشد «شاخ الزمان وما شاخ الميساوي». والمستفيد و«الشايخ» هم من آمنوا بالميساوي وانتدبوه. أين الكثيري والعامري؟ بهما انطلقت المغامرة وعليهما عول بلحوت والهيئة وجماهير الأولمبي من أجل موسم كروي استثنائي ففي الموسم المنقضي كان «التربص» وفي هذا الموسم انتظرنا «الترسيم» والتأكيد... حديثنا عن متوسط الميدان أيمن الكثيري والمهاجم شادي العامري فقد اختفيا في المباريات الاخيرة والخوف كل الخوف أن تقف آمالهما وأحلامهما وطموحاتهما عند الرضاء بالقليل وصفة البديل وسط مجموعة تعلم أن المقعد بالتشكيلة الأساسية غالي الثمن... فهلا استفاقا وضاعفا الجهد والمجهود من أجل العودة والوفاء بكل الوعود بدل الرضاء بما هو موجود.