منذ تم جلب مراد محجوب ظل الرجل يردد في كل مرة أنه لا بد من خمسة أو ستة أسابيع حتى يوصل أفكاره ومخططاته للاعبين ويجهزهم من الناحية البدنية والذهنية. مرت الأيام والأسابيع وبدأ شكل الفريق يتغيّر وبعد مردود مقنع أمام حمام الأنف وسيطرة مطلقة لكن دون تجسيم انتصر الافريقي ضد النجم وقدم مباراة مثالية أمام الوداد، لكن غابت النجاعة وذهب الافريقي الى باجة ولعب أحسن مباراة في البطولة، لكنه لم ينتصر. ثم جاء التأكيد في الدارالبيضاء ضد الوداد البيضاوي وانتصار بالضربة القاضية. محجوب غير شكل الافريقي ومراكز بعض لاعبيه وحتى عقلية المجموعة. ورقتان رابحتان الخط الخلفي عرف تغيرين بدخول الظهير الأيسر سيف الدين العكرمي ومدافع المنستير عبد القادر خشاش والثنائي يتطور مستواه من مباراة لأخرى. الأول لاعب مجتهد في التمارين ويقدم كل ما يملك في المباريات. أما الثاني فهو ظهير أيسر فيه كل المواصفات المطلوبة من طول القامة الى قدرة هائلة على التغطية والمعاضدة الهجومية وما ينقصه إلا مضاعفة الجهد واللعب بتركيز. وحول هذا الثنائي يقول محجوب: «التمارين والجدية هي الفيصل عند اختيار أي لاعب خصوصا وأن الكرة تتطلب الذكاء والسرعة في استباق المنافس وربح بعض الثواني على المنافس وخشاش والعكريمي يقومان بواجبهما لكن لا بد من عمل أكثر. «وسط» حديدي يضيف مدرب الافريقي: «ان خط الوسط بات متكاملا، ألاكيس بقوته وتميزه التكتيكي حيث يلعب دور ليبيرو خط الوسط عند فقدان الكرة وكريم العواضي بفدائيته وطول قامته المطلوب في خط الوسط خاصة للصراعات الثنائية أما يحيى فإنه أصبح يلعب في المكان المناسب له وهو لاعب هذه المنطقة المساندة للهجوم واللاعب الذي يأتي من الخلف كما أن يحيى يقوم بالواجبات الدفاعية على الوجه المطلوب وهو ما يزيد من قوة خط وسط الميدان ويجعل الكرة أغلب الوقت في حوزتنا». «هجوم» ذكي أما فيما يخص الخط الأمامي فإن مدرب الافريقي متأكد بأن العمل واختيار اللاعب الأكثر حضورا من جميع النواحي هي الطريقة الأنجح الآن والمهاجم لا بد أن يكون جاهزا بدنيا وذهنيا على الأقل حتى يمكن له مد يد المساعدة.. وأضاف أن يوسف المويهبي عندما عومل عليه في مركز المهاجم المتقدم ضد الوداد نجح لأنه يمتاز بالذكاء والنضج التكتيكي فاستثمر تقريبا كل الكرات التي وصلته. اما بالمراوغة والتمرير أو بالحصول على أخطاء ومخالفات وهذا هو المطلوب من أي لاعب يريد أن يفيد ويستفيد. الخلاصة كل من يلاحظ ذلك التغيير الواضح في الافريقي لا بد أن يسأل أسئلة بسيطة ثم يبحث لها عن اجابات صريحة وواضحة.. لماذا تغير الافريقي على كل المستويات؟ وما سر هذا الحضور البدني الكبير وخاصة ماذا وراء عودة «الفورمة» لبعض اللاعبين المهمين، وهنا نجيب ان مراد محجوب ومعه لطفي الرويسي كلاهما شخصية محترمة وهادئة وخاصة صادقة مع اللاعبين كما أن المدرب الأول أعطى التعليمات للمعد البدني بضرورة تغيير طريقة العمل مع اللاعبين.. لطفي الرويسي عرف كيف يعالج الحالة النفسية لأغلب اللاعبين.. أما الهيئة وبقيادة الرئيس المسير الدكتور منير البلطي فقد وفرت امتيازات كبيرة لم تكن موجودة للاعبين وهذا سر مهم أيضا.