لم تكن مباراة الأمس عادية بالنسبة الى الفريق السوداني والزخم الاعلامي الذي أفرد للمباراة سواء المرئي او المكتوب غطى ولو نسبيا على التجاذبات السياسية في السودان حول الاستفتاء المزمع اجراؤه فيما يتعلق بانفصال الجنوب. بعثة فريق عاصمة الجنوب حلّت وسط كل هذه الأجواء بمطار الخرطوم في ساعات الفجر الأولى ليوم الجمعة حيث استقل الفريق الحافلة الى نزل برج الفاتح الفخم والجدير بالذكر ان اختيار مقر الاقامة كان موفّقا الى أبعد الحدود من موفد الفريق قبل فترة الى السودان حسام بوصرصار فبالاضافة الى كون النزل على مقربة من ملعب أم درمان فإن الطاقم المشرف على النزل تونسي وهو ما جعل ظروف الاقامة تكون أكثر من مريحة. حرارة مزدوجة حرارة مباراة الأمس كانت مضاعفة بالنظر الى حرارة الطقس هذه الايام بالقطر السوداني الشقيق إذا اكتشف لاعبو الصفاقسي منذ حلولهم بالعاصمة الخرطوم أنهم عادوا ثانية الى فصل الصيف ففي ساعات النهار تتجاوز الحرارة الأربعين درجة وليلا تنخفض قليلا الى 35 درجة كما هو الحال في وقت المباراة. بين دار الرياضة وأم درمان الحصة التدريبية الأولى لممثل تونس دارت يوم الجمعة بملعب دار الرياضة ويحمل ايضا اسم طلعت فريد وهو ملعب خاص بالهلال السوداني وتعود نشأته الى سنة 65 ويتسّع ل 30 ألف متفرّج في حين أجريت الحصة الثانية قبل يوم من المباراة في نفس التوقيت والملعب. العش يتغيّب من المرّات القلائل التي يتغيّب فيها طبيب الفريق الحبيب العش عن مثل هذه المناسبات ويعود تخلّفه عن رحلة السودان الى تحوله الى البقاع المقدّسة لأداء مناسك الجح وعوّضه زميله الدكتور مبروك السماوي الذي كان على رأس الطاقم الطبي المرافق. إغراق في التفاؤل تصريحات المسؤولين في إدارة الهلال ولاعبي الفريق كانت مفرطة في التفاؤل مؤكدة بنبرة تفاؤلية ان ممثل السودان في طريقه الى النهائي وأجمع الجميع ان الكرة السودانية استوعبت الدروس وأنه حان الوقت للصعود على إحدى منصات التتويج الافريقية للمرة الاولى كما ان انتصار النادي الصفاقسي برباعية كاسحة على المريخ في ذهاب نهائي 2007 امام المريخ بذات الملعب كان نقطة سوداء لجماهير الرياضة في السودان الذين عبّروا عن رغبتهم الكبيرة في التعويض عن هذه الخسارة. ظروف مشابهة اللافت للنظر ان تحوّل النادي الصفاقسي الى السودان في موسم 2007 كان في ظروف مشابهة ومماثلة مع ظروف الحال وكان ذلك اثر انسحاب الفريق من سباق الكأس امام أولمبيك الكاف وهي نفس الظروف التي سافر فيها ممثل تونس الى السودان بعد خروجه المبكّر من أدوار الكأس الأولى امام فريق آخر من الرابطة الثانية.