غادر الحجاج المتعجلون قبل غروب شمس يوم أمس منى للعودة الى أوطانهم بعد أن أتموا مناسكهم فيما قضّى الآخرون ليلتهم في منى على أن يقوموا اليوم برمي الجمرات في ثالث أيام التشريق. وفي ختام مناسك الحج يعود الحجاج مرة أخرى الى مكةالمكرمة لأداء طواف الوداع استعدادا للمغادرة والعودة الى أوطانهم. وأكدت مصادر إخبارية أن عملية رمي الجمرات تتمّ بسلاسة على جسر الجمرات بمستوياته الخمسة من خلال مسارات محدّدة منعت الاحتكاكات بين القادمين والعائدين. وكان الحجاج قد نحروا الهدي وتوجّهوا الى المسجد الحرام حيث أدّوا طواف الإفاضة وسعوا بين الصّفا والمروة لينهوا بذلك الجزء الأكبر من مناسك الحج ثم عادوا الى المبيت في منى ثم بدأوا رمي الجمرات. وشهدت مكةالمكرمة ومناطق المشاعر المقدسة أمس الأول تساقطا غزيرا للأمطار المصحوبة برياح قوية وتوقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية وحماية البيئة في السعودية سقوط أمطار متوسطة على مكةالمكرمة ومنى. وشهد موسم الحج لهذا العام أكبر عدد من الحجاج وأقل نسبة من الحوادث. وأعلن وزير الصحة السعودي، عبد الله الربيعة أمس أن موسم الحج لهذا العام كان خاليا من تفشي الأمراض الوبائية. ووضعت السلطات السعودية خطة أمنية تشرف على تنفيذها القوات الأمنية بالتنسيق مع الدفاع المدني من أجل تسهيل عملية السير من منى الى المسجد الحرام، كما شارك قطار المشاعر في نقل الحجيج المتعجّلين. ومع اقتراب موسم الحج من نهايته، وجّه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز كلمة إلى ضيوف الرحمان، أكد فيها حاجة الأمة الإسلامية إلى الحوار مع نفسها قبل غيرها. وجدد الملك عبد الله في كلمته تفاؤله بنجاح مشروع المملكة للحوار بين أتباع الأديان، ودعا إلى تذكر ما يجمع بين الأديان والمعتقدات والثقافات، وإلى التأكيدِ على ما هو مشترك، لتتمكن الأمة من تجاوز خلافاتها وتُقرب المسافات بينها. وشدد الملك عبد الله أيضا على أن المملكة لن تسمح لأحد بتعكير صفو شعيرة الحج المباركة أو النيل من أمن ضيوف الرحمان. وقال الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، في كلمة وجهها الى الحجاج نيابة عن العاهل السعودي، إن الأمة الإسلامية تستحق وضعا اجتماعيا وثقافيا أفضل من الحالي.