أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصل الى بيروت أمس ان بلاده ستعمل على منع وقوع حرب أهلية في لبنان الذي يشهد توتّرا مرتبطا باحتمال توجيه المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري أصابع الاتهام الى «حزب الله». وقال أردوغان في تصريحات نشرتها صحيفة «السفير» اللبنانية امس انه «في حال ظهور بوادر حرب داخلية سنقوم، لا كتركيا فقط، بل أيضا مع دول الجوار بكل شيء لمنع مثل هذه الحرب». وأكد أردوغان أن «الذين يمهدون الطريق لمثل هذا الصراع الداخلي لن يتمكنوا من التخلص من المسؤولية التاريخية». ويأتي حديث أردوغان في وقت يشهد فيه لبنان تجاذبا سياسيا حادا محوره المحكمة الدولية بينما تترقّب البلاد صدور القرار الاتهامي الذي قال سياسيون لبنانيون انه قد يؤدي الى فتنة في حال اتهم «حزب الله» باغتيال الحريري. ودعا أردوغان اللبنانيين الى «عدم الترويج للخوف» مشددا على ان المدّعي العام للمحكمة الدولية لم يبرز بعد الوثائق التي اعتمد او سيعتمد عليها في تحقيقاته». وردّا على سؤال حول إمكانية مشاركة تركيا في مساع إقليمية تهدف الى الحدّ من خطر وقوع حرب أهلية في لبنان قال أردوغان «إذا ترتّب علي شخصيا أو علينا كتركيا ان نعمل شيئا فنحن جاهزون ونحن الآن بصدد ذلك». وقد وصل أردوغان ظهر أمس الى مطار بيروت على رأس وفد وزاري حيث التقى وسيلتقي اليوم كبار المسؤولين اللبنانيين. وانتشرت في بيروت وبعض مناطق شمال وجنوب لبنان لافتات ترحّب برئيس الوزراء التركي بينما انتشرت قوات مكافحة الشغب وعناصر من الجيش في المكان. وقال مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت وكالة «فرانس براس» إن أردوغان سيعمل على تحقيق التكامل مع المساعي السعودية والسورية القائمة لمنع التدهور في لبنان». وأضاف المصدر ان رئيس الوزراء التركي الذي «تربطه علاقة صداقة قوية مع سعد الحريري سيلتقي اليوم وفدا من «حزب الله» ووفودا من كتل سياسية أخرى في إطار المساعي الحميدة التي يبذلها لازالة التوتر الحالي». وتشمل زيارة أردوغان الى جانب السياسة، محطات اقتصادية واجتماعية اذ سيفتتح اليوم مدرسة ويضع حجر الأساس لمشاريع تنموية في قرى في شمال لبنان بعض سكانها من التركمان. كما سيوقع مع نظيره اللبناني على إعلان انشاء المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين وسيزور الجنوب لتفقد مقر القوات التركية المشاركة في قوة الاممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) بعد أن يفتتح مركزا لمعالجة الحروق في مدينة صيدا.