أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس في بيروت أن بلاده لن تسكت اذا أقدمت اسرائيل على العدوان مجددا على لبنان أو قطاع غزة وستواصل اعلاء صوتها ضد الطغاة وقراصنة الشرق الاوسط في اشارة واضحة الى اسرائيل وقد أثرت هذه الكلمات في رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الى درجة البكاء. وقال أردوغان في كلمة بمناسبة الاجتماع السنوي لاتحاد البنوك العربية هل ستدخل اسرائيل أرض لبنان وتهدم المدارس والمستشفيات وبعدها تطلب منا أن نسكت؟» لن نسكت وأضاف أردوغان «هل ستستخدم أحدث الاسلحة والقنابل الفسفورية والعنقودية وتدخل غزة وتقتل الأطفال الذين يلعبون في المزارع وبعدها تطلب منا أن نسكت؟» وأكد رئيس الوزراء التركي «لن نسكت وسنقول بكل امكانياتنا أننا مع الحق». وأطلق أردوغان مجموعة رسائل من لبنان حيث اعتبر أن الخاسر في حال نشوب الحرب لن يكون أهل المنطقة بل مواطنو اسرائيل أيضا «ودعا حكومة اسرائيل الى أن تتراجع عن أخطائها وتعتذر لأبناء المنطقة وتعمل من أجل السلام». وخلال كلمة أردوغان لم يتمالك الحريري نفسه وبكى متأثرا بمضمون خطاب نظيره التركي الذي عبر عن أسمى مشاعر الاخوة تجاه الشعب اللبناني ومساندة قضاياه. وخاطب أردوغان اسرائيل داعيا اياها الى التخلي عن أعمالها التحريضية وقال «سنواصل رفع أصواتنا تجاه الطغيان والدفاع عن الابرياء والمظلومين ما دام هناك أناس يمتهنون القرصنة في عرض البحار ويسفكون دماء الأطفال والمدنيين». وأكد أن القنابل التي انهالت فوق لبنان (في عدوان 2006) أدمت قلوب الاتراك أيضا مثلما أحس الشعب اللبناني بآلام تركيا عند استشهاد 9 من نشطائها على متن سفينة «مرمرة» التي كانت متوجهة الى غزة. واعتبر أردوغان أن لبنان انتصر على اسرائيل في حرب 2006 وسينتصر عليها في أي حرب قادمة. وتابع رئيس الوزراء التركي قائلا «باسم السلام والانسانية والضمير ونيابة عن الأطفال الابرياء سنواصل الدفاع عن حقوق القدسوغزةوبيروت وسنواصل الصراخ في وجه القتلة.» أهلا بالسلطان وكان ميدان عكار ببلدة الكواشرة شمال بيروت قد غص بحشود مهيبة قدرت بعشرات الآلاف من اللبنانيين والاتراك جاؤوا لاستقبال أردوغان مرددين «أهلا بالسلطان». من جانبه اعتبر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن أردوغان هو أول رئيس غير لبناني يطأ هذه الأرض مرحبا ب«أخ كبير وصديق عزيز وزعيم مميز» واصفا زيارته الى لبنان بأنها اشارة كبيرة الى اهتمام تركيا بلبنان. وقال الحريري لقد أصبحت تركيا اليوم قوة اقليمية ذات ثقل عالمي في مختلف الميادين وهي تقف الى جانب القضايا المحقة في العالم العربي وفي العالم الاسلامي وقد كانت السند الوفي للبنان في كل الأوقات الصعبة وهي تعمل على الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان». ورحبت جبهة العمل المقاوم في لبنان بزيارة أردوغان مؤكدة أنها «تأتي لتكريس معادلة الحوار والتهدئة ولتكرس وقوف تركيا الى جانب لبنان ومقاومته وشعبه في مواجهة الغطرسة الصهيونية وهذا ما كان واضحا من خلال خطبه وتصريحاته».