لقي شخص مصرعه وأصيب 41 آخرون في مواجهات بين قوات الأمن المصرية ومئات المتظاهرين المسيحيين بمحافظة «الجيزة» على خلفية قرار الحكومة المصرية وقف بناء كنيسة في المنطقة، وأعقبت المظاهرات صدامات بين عدد من المسلمين والاقباط في ذات الحي فيما دعت قيادات قبطية المسيحيين الى مقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة الاسبوع القادم. وتجمهر عدد كبير من الاقباط صباح أمس أمام مبنى محافظة «الجيزة» بشارع الهرم احتجاجا على وقف العمل في بناء كنيسة بمنطقة «الطالبية» بالمحافظة. اعتداءات على الأمن وأوضحت مصادر أمنية ان تعزيزات كبيرة من قوات الأمن وصلت بصعوبة الى موقع المظاهرات وأن المتظاهرين اعتدوا على رجال الأمن بالحجارة والصلبان الخشبية مما أدى الى وقوع اصابات في صفوف قوات الأمن. وأضافت ان رجال الأمن ردوا باطلاق الغاز المسيل للدموع الأمر الذي أفضى الى وقوع اصابات بالاختناق ونجحوا في تفريق المتظاهرين واعادة حركة المرور في الشارع المحوري الى حركتها شبه الطبيعية. وأشارت الى أن بعض المتظاهرين اندفعوا نحو «حي العمرانية» وسعوا الى اقتحام مقر محافظة الجيزة وحطموا بعض الممتلكات العامة في الشارع واشتبكوا مع قوات الأمن المركزي مؤكدة أن عدد الاصابات بين صفوف قوات الأمن وصل الى 20 جريحا. وأوضحت أن مئات المسلمين تجمعوا لمواجهة المتظاهرين المسيحيين بيد ان قوات الأمن المصرية نجحت في الحيلولة دون وقوع مصادمات عنيفة بين الطرفين وتمكنت من تفريقهما. واردفت انه تم القاء القبض على نحو 100 من مثيري الشغب ومتزعمي الاعتداءات على المواطنين والشرطة خلال المظاهرات. وتعود وقائع القضية الى عام 2009 عندما تقدمت مطرانية الاقباط الارثوذكس بطلب الحصول على رخصة بناء مجمع للخدمات القبطية. وبعد الحصول على رخصة البناء تبينت الجهات الرسمية وجود مخالفات في الرسومات التي تقدمت بها المطرانية حيث ان البناء سيتم على شكل قبة شبيهة بالكنيسة وان هناك سلما أضيف للوثائق الهيكلية الأولى مما دعا الجهات الرسمية الى وقف البناء. استنكار ودعوات خطيرة وفور المصادمات استنكرت قيادات الكنيسة المصرية الاحداث وطالبت بالتحرك وتهدئة الاوضاع ومنع تفاقمها. من جانبه دعا مستشار البابا شنودة الثالث نجيب جبرائيل الى مقاطعة الانتخابات التشريعية ردا على ما زعمه أنها «مجزرة» ضد الاقباط. وحث جبرائيل الاقباط على العمل لتعليق عضوية مصر في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة. واتهم مستشار شنودة رئيس حي العمرانية باصطناع فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين وبتحريض الأمن على اجتياح الكنيسة ودور العبادة. من جهته أعلن محافظ الجيزة سيد عبد العزيز عن تشكيل لجنة لدراسة الوضع القانوني لتحويل المبنى الى كنيسة وذلك في حال التزام المواطنين والشباب بفض التظاهر.