لم يتوقع أكبر المتشائمين أن ينهار مستقبل القصرين بمثل هذه الطريقة وهو في الخطوات الأولى لإنجاز ما وعد به رئيس الجمعية ألا وهو العودة السريعة الى الرابطة الأولى رغم ما توفر من إمكانيات مادية محترمة تعد الأكبر منذ تاريخ تأسيس المستقبل متمثلة بالأساس في مضاعفة جميع المنح التي يقتات منها المستقبل بحرص شخصي من والي القصرين. المعضلة ليست المال مثلما هو سائد في جل فرق الرابطة الثانية وحتى الأولى ومشكلة مستقبل القصرين لخصها المدرب محمد الطاهر القرميطي المنسحب أخيرا في ثلاثة أشياء: 1 الضغط المسلط على اللاعبين وعلى الإطار الفني منذ بداية التحضيرات ومن طرف أناس فاعلين في الهيئة المديرة الحالية حتى أنه مع بداية مشوار البطولة ومع كل مقابلة تقع إقالة المدرب ليلة المقابلة ثم يقع التراجع عن ذلك بعد المقابلة مباشرة خوفا من ردة فعل الأحباء الغيورين فعلا على الفريق ووصل الحد الى الترويج الى ذلك إعلاميا وهو ما أثر على علاقة الهيئة المديرة الحالية برجال الإعلام بعدما وقع تهميش أخبار الجمعية. 2 بعض الوجوه في صلب الهيئة المديرة الحالية والتي لا علاقة لها بكرة القدم لا من قريب ولا من بعيد تجاوزوا حدود مسؤولياتها وأصبحت تجادل في الأمور الفنية ومن هؤلاء أنا أخشى على الفريق الذي عشت فيه تقريبا حوالي 40 سنة كلاعب وكمدرب. 3 عزوف بعض المسؤولين القادرين على الإفادة في الإنضمام الى تركيبة الهيئة المديرة ولهم أسبابهم بحكم أن أدوار التسيير أصبحت مهمشة ولا مجال لتحديد المسؤوليات بعبارة أوضح اختلط الحابل بالنابل في صفوف الهيئة المديرة لمستقبل القصرين. مدربون قالوا لا رحم الله زمانا كان فيه مستقبل القصرين يرفض مودة وتقرب المدربين وأشباه المدربين حتى لا ينالون شرف الإشراف على فريق عاصمة السباسب العليا تقريبا 10 مدربين بالتمام والكمال إما مباشرة أو عن طريق وسطاء لهم نذكر منهم (خالد بن ساسي، رياض الشرفي، عبد الرزاق الشابي، لطفي الحسومي، محمد الجلاصي، عادل السليمي، عز الدين خميلة، كمال الزواغي (قبل أن يقبل في مرحلة لاحقة عرض المستقبل)، توفيق زعبوب...) وجميعهم اعتذر ولكل أسبابه بدءا بخالد بن ساسي الذي طالب أولا بتسوية وضعه المالي مع الفريق واستخلاص ديون مستحقة لفائدته تعود الى موسم 2009/2008 واغتاظ لما علم أن الهيئة الحالية قد فعلت ذلك مع المدرب كمال الزواغي وتجاهلته مرورا بمحمد الجلاصي الذي أغراه المال وخير الملعب القابسي على مستقبل القصرين وصولا لعادل السليمي الذي اشترط على مستقبل القصرين 11 ألف دينار كأجرة شهرية 8 لشخصه و3 للمساعد الذي سيختاره هو اعتذر بعد ذلك. فقط أريد أن أشير الى أن أجرة محمد الطاهر القرميطي وهو متحصل على الدرجة الثالثة وأستاذ تربية بدنية كانت 2.500د ولكم أن تقارنوا بين أجرة مساعد عادل السليمي وأجرة القرميطي. يبقى السؤال المطروح يا أهل القرار أن مستقبل القصرين أكبر بكثير من أن يلهث وراء مدرب نكرة والتريث مطلوب لضمان الاختيار الأمثل.