علمت «الشروق» أن المصالح المعنية بالشأن التجاري قد تضع تحت الدرس خلال الفترة القادمة موضوع ترويج السكر الأسمر (sucre moux) ببلادنا بعد أن اقتصر الأمر في الماضي على السكر الأبيض سواء بالنسبة للاستهلاك الأسري أو في المقاهي والنزل أما في الدول الاجنبية وخاصة الاوروبية فإن العرض من السكر متنوع بين الأبيض والأسمر، وتحتكر الدولة، عبر الديوان التونسي للتجارة توريد مادة السكر وتحدد سعر بيعه للعموم مدعوما رغم غلاء أسعاره في السوق العالمية على امتداد السنتين الماضيتين... وكثر الحديث في السنوات الأخيرة عن المنافع الصحية للسكر الأسمر مقارنة بالسكر الأبيض. وتجدر الاشارة الى أن السكر يكون عند استخراجه من القصب السكري بني اللون، ويمكن الابقاء عليه على ذلك النحو أو تكريره ليصبح أبيض ناصعا وهو ما يفقده بعض منافعه الصحية. حيث تقول تقارير علمية وطبية أن السكر الأسمر غير المكرر (ويسمى أيضا السكر الكامل) يحتوي في 100غ منه على ما بين 1500 و2800 ملغرام من الأملاح المعدنية مقابل ما بين 30 و50 ملغراما فقط بالنسبة للسكر الأبيض... علما أنه لا يوجد أي فارق بينهما في ما يتعلق بالطاقة الحرارية التي يحتاجها الجسم (4 آلاف وحسب ما علمته «الشروق» فإن السلط الصحية في بلادنا متحمسة الى تعميم ترويج السكر الأسمر في بلادنا بالنظر الى منافعه الصحية المتعددة مقارنة بالسكر الأبيض... وتبقى المسألة الأهم هي المتعلقة بالسعر، حيث أن السكر الأسمر يباع في أوروبا بأسعار مرتفعة نسبيا مقارنة بالسكر الأبيض وتوجد حسب الماركات أسعار معقولة وفي تونس يباع السكر الأسمر ببعض الفضاءات الكبرى بعد توريده من الخارج، كما أن أحد مصانع السكر المعلب (الطوابع) شرع مؤخرا في ترويج كميات متواضعة ببلادنا بأسعار أرفع من سعر السكر الأبيض. وستكشف الأشهر القادمة كل ما سيقع اتخاذه من اجراءات في هذا المجال سواء توريد هذا النوع من السكر عن طريق الدولة أو السماح للخواص بتوريده بكل حرية وترويجه بالسوق المحلية.