اتهم الأمين العام ل «حزب الله» حسن نصر اللّه الليلة الماضية الحكومة اللبنانية بحماية «شهود الزور» في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وكان مجلس الوزراء اللبناني انفض الليلة الماضية من دون التصويت على تحويل ملف «شهود الزور» إلى المجلس العدلي. وتحدث الأمين العام ل«حزب اللّه» عن تفاصيل تتعلق بالوضع السياسي في لبنان، وفي المنطقة محذرا من أن إسرائيل تعمل حاليا على ترويج مشروع فتنة في لبنان، وفي الدول العربية، وتحديدا يجري العمل اسرائيليا وأمريكيا على إثارة الفتنة بين السنة والشيعة. اضعاف لبنان وأوضح نصر الله أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها بقوة السلاح، فلجأت إلى ما هو أخطر، أي إضعاف لبنان والدول العربية عبر الفتن الداخلية. وركّز حسن نصر اللّه على القرار الظني الذي قد يصدر قريبا، ويتهم عناصر أو شخصيات من «حزب الله» بالتورط في اغتيال الحريري. وشدّد على أن المحكمة الخاصة ولجنة التحقيق التابعة لها، متورطة في صناعة شهود الزور. وأن هناك مخاوف من أن تكشف حقيقة التآمر على المقاومة وعلى لبنان. وقال إن كل من يحمي شهود الزور، هو متورط في صناعتهم، متسائلا ما الذي يمنع إحالة ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي؟ وأشار في هذا السياق إلى إحالة الحكومة ملفات عدد من الجرائم على المجلس العدلي رغم أنها جنائية خوفا من الفتنة. وقال إن ما حدث خلال السنوات الماضية من تضليل وشهود زور أدى إلى فتنة وإلى اهتزاز سياسي وإلى تأزيم العلاقات مع سوريا، فلماذا لم تخش الحكومة من الفتنة؟ وخلّص إلى القول بأن «حزب اللّه» ثابت على موقفه، وأنه في حال اتهم القرار الظنّي عناصر من الحزب، فإن الحزب لن يسلم ولن يستسلم. كما دعا الأمين العام ل«حزب الله» الأطراف اللبنانية الرافضة لإحالة ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي، أن يتركوا القضية بين «حزب اللّه» والمحكمة الدولية، والحزب قادر على إيجاد حل للأزمة الراهنة التي قد تزيد من حدة التوتر داخليا. وتابع ان «الحزب» قادر على مواجهة القرار الظنّي، وأن قلقه هو على لبنان وليس على المقاومة، مؤكدا أنه لا خوف على المقاومة لأنها تعمل ليلا نهارا، وهي أقوى مما كانت عليه. وقال متوجها بكلامه إلى اللبنانيين: «هذه المقاومة التي راهنتم عليها في الماضي يمكن أن تراهنوا عليها في المستقبل». فساد.. وتسييس وفي معرض حديثه عن المحكمة الدولية، كشف الأمين العام ل«حزب الله» أن نائب رئيس لجنة التحقيق (نائب المحقق السابق ميليس» باع التحقيقات إلى شخصيات لبنانية مقابل 50 أو 70 ألف دولار، وأنه عرض عبر وسيط، على «حزب الله» شراء كافة التحقيقات بمليون دولار، ولكن الحزب رفض عرضه. وتساءل نصر اللّه هل يمكن أن نثق بمثل هذه اللجنة وهذه المحكمة، وعناصرها فيها فاسدون. كما أكد أن كل المؤشرات توضّح أن هذه المحكمة مسيسة وأنشئت فقط لتنفيذ مؤامرة إضعاف المقاومة وسوريا وإيران. ودعا كل دول المنطقة إلى الحذر مما تعده إسرائيل من فتن.