أحيى عشرات ملايين المسلمين الشيعة حول العالم أمس ذكرى العاشر من محرّم «عاشوراء» كما شهدت العديد من المدن مسيرات عاشورائية ضخمة فيما اتسمت الاحتفالات التركية بمشاركة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وهي أول مرة يشارك فيها سياسي بهذا المستوى في تلك التظاهرات. وانطلقت منذ صباح أمس في ايران مسيرات مليونية في أغلب مدن البلاد التي تشهد تواصلا ل«مجالس العزاء» منذ بداية شهر محرّم. من بغداد إلىبيروت وفي العراق تواصل أمس توافد «المعزين» من داخل البلاد وخارجها لاحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي وأخيه العباس في كربلاء، حيث بلغ عدد المشاركين عدة ملايين وفرضت السلطات الأمنية باجراءات مشدّدة استعدادا لاستقبال الزائرين ونشر 28 ألف عنصر أمن ونحو 7 آلاف عنصر أمني احتياطي لتأمين سلامة الزائرين وبالرغم من ذلك فقد أعلن أمس عن احباط مخطط كبير ل«القاعدة» كان يستهدف تجمعات شيعية في كربلاء. وأكد عثمان الغانمي قائد عمليات الفرات الأوسط أن قوات الجيش تمكنت من اعتقال ثمانين مشتبها به خلال مداهمة 14 خلية «ارهابية» شمال بابل وكربلاء. وواصل الشيعة إقامة مراسم العزاء أمس في البحرين والكويت وأندونيسيا ولبنان والكثير من البلدان الاسلامية والأوروبية. وشارك مئات الآلاف في بيروت أمس بمجالس العزاء كما انطلقت المسيرات الحسينية الضخمة في مختلف المدن والقرى وأقيمت المسيرة المركزية في ضاحية بيروت الجنوبية التي انتهت بإلقاء الأمين العام ل«حزب اللّه» خطابا في المحتشدين. أردوغان لأول مرة وفي تركيا شهدت الاحتفالات بذكرى عاشوراء مشاركة بارزة، حيث انضم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الى الشيعة في المراسم التي تقام بالمناسبة. كما اتسمت المشاركة التركية هذه السنة بضخامتها وتعدّد أماكن الاحتفال بالمناسبة حيث شملت أنقرة واسطنبول ومدن أخرى. وألقى أردوغان كلمة بالمناسبة تناول فيها معاني الذكرى، وكان حاضرا الى جانبه مستشار المرشد الأعلى للثورة الاسلامية في ايران علي أكبر ولايتي الذي ألقى كلمة أيضا. وفي سوريا شارك الشيعة في إحياء الذكرى باقامة مجالس العزاء والندوات والمحاضرات في المساجد فيما تركزت المراسم في مقام السيدة زينب عليها السلام. وفي البحرين تدفقت حشود المتظاهرين الى العاصمة المنامة لاحياء الذكرى في مختلف مناطق المملكة ودول الخليج وقدرت الهيئة العامة للمواكب الحسينية حجم المشاركة هذا العام بما يتراوح بين 180 و200 ألف شخص.