أقرّ نائب الرئيس السودان نافع علي نافع أمس بفشل الجهود الرامية الى الحفاظ على وحدة البلاد، في أول اعتراف رسمي بأن انفصال الجنوب بات وشيكا ومرجحا جدا، فيما ستشهد العاصمة السودانية الخرطوم، قمة مصغرة بعد غد الاثنين تجمع البشير وسلفاكير بالرئيسين محمد حسني مبارك ومعمّر القذافي لدراسة الوضع الراهن في السودان والتطرق الى ترتيبات ما «بعد الاستفتاء». وذكرت وكالة السودان للأنباء أن نافع الذي يعدّ من أكثر المؤيدين لوحدة السودان قال انه من المتوقع حاليا أن يختار الناس في جنوب السودان الانفصال في الاستفتاء الذي سيجرى في جانفي المقبل. الركون للحقائق وأضاف أن كافة الجهود والسبل المبذولة في هذا السياق عجزت عن الحفاظ على وحدة السودان لكن يجب ألا نخادع أنفسنا أو نتشبث بالأحلام ولكن يجب أن نركن الى الحقائق والواقع. وأشار الى أن انفصال الجنوب صار أمرا راجحا لأنه يمثل توجّه الحركة الشعبية (الحزب الحاكم في إقليمجنوب السودان) الذي يدعمه الغرب كله. بيد أنه أكد في ذات السياق أن انفصال الجنوب عبر الاستفتاء لا يؤثر في اقتصاد البلاد بل يمثل ميلاد انطلاقة جديدة لمشروع الدولة السودانية في مجال التنمية الاقتصادية والسياسية. وأضاف أنه إذا حصل الانفصال فلن ينال بقية السودان شرّا.. وربما قدرت إرادة اللّه أن تكون الخطوة محطة ولادة جديدة لمشروعنا ليخرج فيها أكثر قوة وعزيمة وإصرارا على هزيمة الآخرين. وأكد أنه ليس هناك أية مدعاة الى الشفقة ولن تحدث كارثة في حال انفصال الجنوب. قمة مصغرة وفي سياق متصل نقلت صحيفة «الحياة» اللندنية أمس عن مسؤول في حكومة إقليم«الجنوب» أنهم (أي في الحركة الشعبية) أخطروا بزيارة القذافي ومبارك الى الخرطوم. وأضاف أن الرئيسين (القذافي ومبارك) حريصان على وحدة السودان وضمان انفصال سلس للجنوب إذا اختار الأهالي ذلك. وأشار الى أن الأمن القومي لليبيا ومصر سيتأثر بأية تطورات في السودان. في الاطار ذاته، عرض الرئيس السوداني عمر البشير التخلي عن حصة شمال السودان من نفط الجنوب بالكامل مقابل تأييد الجنوبيين للوحدة وترك خيار الانفصال. وجاء عرض البشير عقب محادثات مع مجلس السلم والأمن الافريقي لترتيب إجراءات الاستفتاء . وأشاد البشير بمجهودات مجلس السلم الداعمة للسودان وخاصة في قضية المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه في مزاعم ارتكاب جرائم حرب وإبادة في إقليم دارفور».