خسارة الترجي في قابس ستجعل لمستقبل المرسى أجنحة ثانوية يحاول التحليق بها فوق رواسبه الأخيرة والتي بعثت به إلى منطقة غير آمنة بالمرة بما جعل هيئته المديرة تغيّر «التغيير» وتأتي بالمدرب جيرار بوشي (وليس «بوشار» وقد أكدها لنا بنفسه) الذي يعرف الترجي جيدا وسبق له العمل في صلبه على رأس الشبان كما سبق له «إحراجه» فوق معشب المنزه بالذات عندما لم يجد بعضهم من حلّ لهذا الاحراج سوى ب«تطفية الضو» ليخرج زملاء مايكل وقتها بنقطة مضيئة بعد مباراة مظلمة... الترجي إذن يعرف القدرة الفنية للمدرب بوشي كما يعرف ماهر الكنزاري ان الذين يبتسمون في وجهه يحملون السكاكين في ظهره وينتظرون «زلقة» أخرى ليعلنوا حقيقة مطالبتهم بمدرب جديد وبالتالي ليس له من مخرج سوى الانتصار للتكفير عن آخر خسارة وغلق أفواه «النبّارة». في حمام سوسة يلتقي «الأمل» ب«الألم»... فالمحليون اشتعل لهم الضوء البرتقالي... والضيوف مصرّون على «حرق» الضوء الأحمر بعد تراجع مذهل في نتائجهم رغم شهائد الاستحسان التي ترافق أداء المجموعة... وهي معطيات سترفع اللقاء إلى درجة قمة القاعدة وأملنا أن تدور في كنف الروح الرياضية بعيدا عن هستيريا الربح... فالنقاط زائلة في نهاية الأمر ولا تبقى غير العلاقات بين مواطني البلد الواحد... سليم الربعاوي دليل اليوم المنزه : الترجي الرياضي مستقبل المرسى (إلياس سويدان) ملعب بوعلي لحوار : أمل حمام سوسة الأولمبي الباجي (سليم بالخواص) طبق الأسبوع: أي طعم ل «القناوية» أمام الترجي؟ بين الترجي والمستقبل منافسات تقليدية وثرية متجذرة في عمق التاريخ بحكم السلالات الكروية العريقة والمتميزة التي تخرجت من المدرستين وساهمت في إثراء المواجهات بين الأجوار وهذه الحقائق ستؤكدها هذه الإطلالة التاريخية. يوم 21 ديسمبر 1955 جرت أول مباراة في البطولة الوطنية بين فريق باب سويقة وابن الضاحية الشمالية وأدار هذا اللقاء الحكم المتميز البحري بن سعيد وفاز الترجي الرياضي بالحوار الأول 2/0 بفضل عبد المجيد التلمساني صاحب الهدف الأول في الدقيقة 50 وعبد الرحمان بن عزالدين الذي ضاعف النتيجة بعد دقيقتين فقط ومثل الترجي الرياضي في هذا اللقاء (الشنوفي الحمروني طاسكو إدريس الحاج علي الواقع ناجي بن عزالدين التلمساني حريقة النحالي) وعول المستقبل على التشكيلة التالية (صالح يوسف توفيق مريشكو بن شعبان عزيز عزالدين الحجري عمار الدهماني الغربي) ومنذ ذلك التاريخ تقابل الفريقان في 92 مناسبة وفاز الترجي الرياضي 55 مرة مقابل 15 للمستقبل مع نهاية 22 مباراة بالتعادل. أعرض النتائج في الجولة الثالثة من موسم 74/75 حقق الترجي الرياضي أوّل خماسية أمام المستقبل وفاز 5/2 وسجل للترجي زبير بوغنية (دق 17 ودق 26) وطارق ذياب (دق 45 ودق 90) وعبد المجيد القوبنطيني (دق 52) وذلل الفارق للمستقبل المهاجم المتألق عبد السلام شمام في مناسبتين (دق 21 ودق 63) وانتصر الترجي مجددا بخماسية نظيفة يوم 15 ديسمبر 85 وكانت الخماسية الثالثة في إياب موسم 99/2000 بفضل ثنائيتين للزيتوني وحسان القابسي وهدف لأدايلتون. أما أعرض انتصار للمستقبل فحصل في إياب 72/73 وفاز 4/1. عشاق الشباك أحسن هداف في هذه المنافسات يبقى صانع ألعاب الترجي والمنتخب سابقا طارق ذياب (8) ثم نجد بسّام الجريدي وعلي الزيتوني (7) وزبير بوغنية والعيادي الحمروني (6) ومن مستقبل المرسى نجد في رصيد عبد السلام شمام والمدافع الهداف عمر الجبالي (5 أهداف). توفيق حكيمة نبيل الميساوي (الأولمبي الباجي): الوضعية لا تسمح إلاّ باللعب من أجل الانتصار نقبع في أسفل الترتيب على مسافة مباراتين من نهاية مرحلة الذهاب... وضعية لا تسمح لنا سوى باللعب من أجل الانتصار مهما كان اسم المنافس ومكان الحوار في المباراة الأخيرة قطعنا الشك بأننا فريق عاجز عن التهديف. وقبلنا هدفين من خطأين قابلين للتدارك.. وهو ما سنؤكده اليوم في حمام سوسة بتسجيل أهداف وعدم قبولها.. فريقنا يستعيد اليوم بعض ركائزه وهذا عامل هام جدا ثم إننا نلعب بدون ضغوط.. المنافس محترم.. يعرفنا ونعرفه وتعودنا على التألق في سوسة فآخر فوز لنا كان ضد النجم الرياضي الساحلي في سوسة بالذات وسنعمل على إعادة السيناريو اليوم في معلب حمام سوسة. إيهاب النفزي خالد القربي (الترجي): ليس مسموحا لنا بالتعثر لم يعد مسموحا لنا التعثر مرة أخرى وسنكون مطالبين في مباراة اليوم برد الفعل والتأكيد على أن هزيمة قابس عابرة ولا تعطي حقيقة إمكاناتنا. المباراة لن تكون سهلة أمام منافس يريد تدارك نفسه، لكن الخيارات أمامنا ليست كثيرة ويجب أن نحقق النقاط الثلاث لمواصلة تصدر الطليعة، بالإضافة إلى الاقناع لطمأنة أحبائنا على الفريق والتأكيد على طموحاتنا في لعب ورقة البطولة مرة أخرى. أطلب من أحبائنا أن يكونوا في الموعد لمساندتنا لأن نجاح الفريق جماعي ودورهم كبير في مثل هذه المواعيد. معز صابر بن فرج (أمل حمام سوسة): ليس لنا من خيار سوى الانتصار هي مباراة من فئة ست نقاط أمام منافس سيأتي بغية العودة الى الانتصارات وهو الأولمبي الباجي الفريق العتيد الذي لا يستهان به لكننا ندرك جيدا أهمية هذا اللقاء الهام الذي جهزنا أنفسنا كلاعبين وإطار فني ولا بديل لنا سوى الفوز لتأمين فارق مطمئن خلال المرحلة القادمة بحكم أن منافسنا يحتل المرتبة الأخيرة وبإذن اللّه سوف نفوز ونسعد أنصارنا. محمد نجيب المجريسي محمد التواتي (مستقبل المرسى): ندرك صعوبة المهمة شاعرون بالمسؤولية وتحدوهم رغبة قوية في القيام بردّة فعل إيجابية في مباراة ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات ونتيجتها ستكون من نصيب الفريق الذي سيكون جاهزا من الناحية الذهنية ويحسن التصرف في أطوار اللقاء دون أخطاء خاصة أن ضغط النتيجة سيكون مسلطا على الفريقين فالترجي غير مسموح له بعثرة جديدة و«الڤناوية» سترفض أي نتيجة أخرى غير الانتصار للخروج من دوامة النتائج السلبية والابتعاد قدر الامكان عن ذيل الترتيب».